للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول اللَّه أخذ الجزية من مجوس هجر (١٦٠).

ولو سلم صحة هذا الحديث، فعمومه مخصوص بمفهوم هذه الآية: ﴿وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم﴾. فدل بمفهومه - مفهوم المخالفة - على [١] أن طعام من عداهم من أهل الأديان لا يحل.

وقوله تعالى: ﴿وطعامكم حل لهم﴾ أي [٢]: ويحل لكم أن تطعموهم من ذبائحكم، وليس هذا إِخبارًا عن الحكم عندهم، اللهم إِلا أن يكون خبرًا عما أمروا به من الأكل من كل طعام ذكر اسم اللَّه عليه، سواء كان من أهل ملتهم، أو غيرها. والأول أظهر في المعنى، أي: ولكم أن تطعموهم من ذبائحكم، كما أكلتم من ذبائحهم، وهذا من باب المكافأة والمقابلة والمجازاة، كما ألبس النبى ثوبه لعبد اللَّه بن أبي ابن سلول حين مات، ودفنه فيه. قالوا؛ لأنه كان قد كسا العباس حين قدم المدينة ثوبه، فجازاه [٣] النبي ذلك بذلك (١٦١)، فأما الحديث الذي فيه: "لا تصحب إِلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إِلا تقي" (١٦٢) فمحمول على الندب والاستحباب، واللَّه أعلم.


= كالطبرانى وزاد: وكان اسم مسلم العاص، فسماه النبى مسلما، وهذا يضعف رواية أبى سليمان، ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم، وهو ساقط. وانظر الكلام على الحديث فى نصب الراية (٣/ ٤٤٨ - ٤٤٩) والإرواء (١٢٤٨).
(١٦٠) - أخرجه البخارى فى صحيحه فى الجزية والموادعة، باب: الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب، الحديث (٣١٥٧).
(١٦١) - أما قصة إعطاء النبى قميصه لعبد اللَّه بن أبى فثابتة فى الصحيحين من حديث ابن عمر؛ أخرجه البخاري فى صحيحه فى الجنائز، باب: الكفن فى القميص الذى يكف أو لا يكف، الحديث (١٢٦٩) وأطرافه فى (٤٦٧٠، ٤٦٧٢، ٥٧٩٦)، ومسلم فى صفات المنافقين وأحكامهم، الحديث (٢٧٧٤) لكن ذكر السبب فى ذلك ورد من حديث جابر أخرجه البخارى فى صحيحه فى الجهاد والسير، باب: الكسوة للأسارى، الحديث (٣٠٠٨) عن عمرو بن دينار سمع جابر ابن عبد اللَّه قال: لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي له قميصًا فوجدوا قميص عبد اللَّه بن أبى يقدر عليه فكساه النبى فلذلك نزع النبى قميصه الذى ألبسه، قال ابن عيينة: كانت له عند النبى يد فأحب أن يكافئه. والحديث عند البخارى (١٢٧٠)، (١٣٥٠)، (٥٧٩٥)، ومسلم (٢٧٧٣).
(١٦٢) - أخرجه أبو داود فى الأدب، باب: من يؤمر أن يجالس، الحديث (٤٨٣٢)، والترمذى=