للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع، والنسائي، عن زياد بن أيوب، عن إِسماعيل: هو ابن علية به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وروى مسلم (١٨٤)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس قال: كنا عند النبي فأتى الخلاء، ثم إِنه رجع، فأتي بمام، فقيل: يا رسول الله، ألا تتوضأ؟ فقال [] [١]: ["لِم؟ أأصلى] [٢] فأتوضأ؟! ".

وقوله: ﴿فاغسلوا وجوهكم﴾، قد استدل طائفة من العلماء بقوله تعالى: ﴿إِذا قمتم إِلئ الصلاة فاغسلوا وجوهكم﴾ على وجوب النية في الوضوء؛ لأن تقدير الكلام: إِذا قمتم إِلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم لها، كما تقول العرب: إِذا رأيت الأمير فقم؛ أي له. وقد ثبت في الصحيحين (١٨٥) حديث: "الأعمال بالنيات، وإِنما لكل امرئٍ ما نوى".

ويستحب قبل غسل الوجه، أن يذكر اسم الله تعالى على وضوئه، لما ورد في الحديث من طرق جيدة عن جماعة من الصحابة عن النبي أنه قال: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" (١٨٦).


= الشمائل (١٥٨) ورواه الطبرانى (١١/ ١٢٢) (١١٢٤١) من طريق إسماعيل بن علية عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس به. وأصل الحديث رواه مسلم فى صحيحه من طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث، وسيأتى بعد هذا.
(١٨٤) - أخرجه مسلم فى صحيحه، كتاب الحيض، باب جواز أكل المحدث الطعام، الحديث (٣٧٤)، ورواه أحمد (١/ ٢٢١، ٢٨٣، ٣٥٩، ٦٩٠) والترمذى فى الشمائل (١٨٦)، والدارمى (٧٧٣) من طرق عن عمرو بن دينار به.
(١٨٥) - رواه البخارى فى بدء الوحى، باب: كيف كان بدء الوحى إلى رسول الله ، الحديث (١)، وأطرافه فى: (٥٤، ٢٥٢٩، ٣٨٩٨، ٥٠٧٠، ٦٦٨٩، ٦٩٥٣) ومسلم فى الإمارة، باب: قوله : "إنما الأعمال بالنية" الحديث (١٩٠٧) من حديث عمرَّ بن الخطاب، .
(١٨٦) - رُوى من طرق أصحها حديث أبى هريرة، رواه أحمد (٢/ ٤١٨) وأبو داود فى الطهارة، باب: التسمية على الوضوء، الحديث (١٠١)، وابن ماجه فى الطهارة، باب ما جاء فى التسمية فى الوضوء، الحديث (٣٩٩)، والحاكم (١/ ١٤٦)، والبيهقى (١/ ٤٣)، والبغوى فى شرح السنة (٢٠٩) والترمذى فى العلل، وابن السكن؛ كما فى التلخيص الحبير (١/ ٨٤)، ونيل الأوطار (١/ ١٣٤) من طريق يعقوب ابن سلمة عن أبيه عن أبى هريرة مرفوعًا وقد حسنه الشيخ الألبانى فى الإرواء (٨١)، وفى الحديث كلام كثير يراجع له تلخيص الحبير ونيل الأوطار. ورواه أيضًا أحمد (٣/ ٤١)، وابن ماجه فى=