للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم من قال: لما ذكر الله تعالى هذه الصفة في هذه الآية على هذا الترتيب، فقطع النظير عن النظير، وأدخل الممسوح بين المغسولين، دل ذلك على إرادة الترتيب.

ومنهم من قال: لا شك أنه قد روى أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - أن رسول الله توضأ مرة مرة، ثم قال: "هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إِلا بة" (٢٠٨) قالوا: فلا يخلو، إِما أن يكون توضأ مرتبًا [١]، فيجب الترتيب، أو يكون توضأ غير مرتب، فيجب عدم الترتيب، ولا قائل به، فوجب مما ذكرناه.


= ولكن وجدته فى الكبرى فى كتاب الحج، باب: الدعاء على الصفا، الحديث (٣٩٦٨) أخبرنا إبراهيم بن هارون البلخى حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا جعفر بن محمد به، ومن طريق النسائى رواه ابن حزم فى "المحلى" (٢/ ٦٦) ورواه أحمد فى "مسنده" (٣/ ٣٩٤) من طريق سليمان بن بلال عن جعفر به، والثوري وسليمان بن بلال ثقتان محتج بهما فى الصحيحين، وحاتم بن إسماعيل وثقه يحيى بن معين والدارقطنى، وابن حبان والعجلى، والذهبى، وهو من رجال الصحيحين أيضًا ولم يقف العلامة الألبانى - حفظه الله - على الحديث بهذا اللفظ فى سنن النسائى الكبري لكن نقله عن ابن حزم وأعله بالشذوذ مخالفته هذه الرواية بجميع الطرق عن حاتم بن إسماعيل، ثم قال: وجملة القول: أن هذا اللفظ: "ابدءوا" شاذ لا يثبت لتفرد الثوري وسليمان به، مخالفين فيه سائر الثقات الذين سبق ذكرهم وهم سبعة، وقد قالوا: "نبدأ" فهو الصواب، ولا يمكن القول بتصحيح اللفظ الآخر لأن الحديث واحد، وتكلم به مرة واحدة عند صعوده على الصفا، فلابد من الترجيح، وهو ما ذكرنا".
(٢٠٨) - لم أجده فى سنن أبى داود هكذا والذى فى سنن أبى داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلًا أتى النبى فقال: يا رسول الله، كيف الطهور؟ فدعا بماء فى إناء … الحديث. وفيه أنه علمه الوضوء ثلاثًا ثلاثًا وليس مرة مرة، وفى آخره: "ثم قال: هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم" أو "ظلم وأساء" والحديث صححه الألبانى فى "صحيح سنن أبى داود" (١٢٣) دون قوله أو "نقص" فإنه شاذ. لكن روي الطبرانى فى "الأوسط" (٧٣٤٦)، والبزار فى مسنده (٦/ ٣٦٩) (٢٣٨٥)، وهو فى كشف الأستار (١/ ١٤٢) (٢٦٩)، ومختصر زوائد البزار لابن حجر (١/ ١٦٤، ١٦٦) من طريق بكر بن يحيى بن زبان العنزي قال: أخبرنا مندل بن علي عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو أن النبى توضأ مرة مرة، زإد الطبرانى: "ثم قام فصلى" وقال الهيثمى في "مجمع الزوائد" (١/ ٢٣٧): فيه مندل بن علي ضعفه أحمد وابن المدينى وابن معين فى رواية ووثقه فى أخرى. اهـ. قلت: وضعفه أيضًا الحافظ فى "التقريب" والحديث مُخَالفٌ بما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبى علم الرجل الذي سأله: كيف الطهور؟ أن يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا.