للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما القراءة الأخرى، وهي قراءة من قرأ ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بالخفض. فقد احتج بها الشيعة في قولهم بوجوب مسح الرجلين؛ لأنها عندهم معطوفة على مسح الرأس. وقد روي عن طائفة من السلف ما يوهم القول بالمسح، فقال ابن جرير (٢٠٩):

حدثني بعقوب بن إِبراهيم، حدثنا ابن علية، حدثنا حميد قال: قال موسى بن أنس لأنس، ونحن عنده: يا أبا حمزة، إِن الحجاج خطبنا بالأهواز، ونحن معه، فذكر الطهور، فقال: اغسلوا وجوهكم وأيديكم، وامسحوا برءوسكم وأرجلكم، وأنه ليس شئ من ابن آدم أقرب من خبثه من قدميه، فاغسلوا بطونهما وظهورهما وعراقيبهما، فقال أنس: صدق الله وكذب الحجاج. قال الله تعالى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ قال: وكان أنس إِذا مسح قدميه بلهما. إِسناد صحيح إِليه.

وقال ابن جرير (٢١٠): حدثنا على بن سهل، حدثنا مؤمل، حدثنا حماد، حدثنا عاصم الأحول، عن أنس [١] قال: نزل القرآن بالمسح، [والسنة بالغسل] [٢]. وهذا أيضًا إِسناد صحيح.

وقال ابن جرير (٢١١): حدثنا أبو كريب، [حدثنا محمد بن قيس] [٣] الخراساني، عن ابن


(٢٠٩) - رواه فى تفسيره (١٠/ ٥٨) (١١٤٧٥) قال: حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن حميد ح، وحدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية قال، حدثنا حميد قال موسى ابن أنس فذكره ورواه (١٠/ ٥٨ - ٥٩) (١١٤٧٧) حدثنا ابن بشار قال حدثنا ابن أبى عدى عن حميد عن موسى بن أنس فذكر نحوه، ورواه البيهقى فى سننه (١/ ٧١) من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنا حميد عن موسى بن أنس بنحوه، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٣٠) حدثنا إسماعيل بن علية عن حميد قال: كان أنس إذا مسح على قدميه بلهما. ولم يذكر فى إسناده موسى بن أنس وموسى بن أنس روى عن أبيه وعن ابن عباس وثقه ابن سعد وذكره ابن حبان فى "الثقات" (٥/ ٤٠١) وروى له الجماعة. والأثر ذكره السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٤٦٤ - ٤٦٥) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور.
(٢١٠) - رواه فى تفسيره (١٠/ ٥٨) (١١٤٧٦).
(٢١١) - رواه فى تفسيره (١٠/ ٥٨) (١١٤٧٤)، ومحمد بن قيس قال الشيخ شاكر: لم أجد له ذكرًا، ولم أعرف من يكون، وعسى أن يكون محرفًا. قلت: فى بعض نسخ ابن كثير "ابن ميسرة" ولم أجد فى الرواة عن ابن جريج لا محمد بن قيس ولا محمد بن ميسرة لكن تابعه عبد الرزاق فرواه فى مصنفه (١/ ١٩) (٥٥) عن ابن جريج أنه سمع عكرمة يقول قال ابن عباس: الوضوء مسحتان وغسلتان،=