للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبي : "اللهم إني أوَّل من أحيا أمرك إذ أماتوه". قل: فأمر به فرجم. قال: فأنزل الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ إلى قوله: ﴿يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ﴾ أي: يقولون أسلموا محمدًا فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا. إلى قوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾. قال: في اليهود إلى قوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ قال: في اليهود. ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ قال: في الكفار كلهم.

انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري، وأَبو داود والنَّسائي وابن ماجة من غير وجه، عن الأعمَش به.

وقال الإِمام أَبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي فى مسنده (٤٥٣): حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن مجالد بن سعيد الهمداني، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، قال: زنى رجل من أهل فدك، فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة: أن سلوا محمدًا عن ذلك، فإن أمركم بالجلد فخذوه عنه، وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوا عنه، فسألوه عن ذلك فقال: "أرسلوا إليَّ أعلم رجلين فيكم". فجاءوا برجل أعور يقال له: ابن صوريا وآخر، فقال لهما النبي : ["أنتما أعلم من قبلكما". فقالا: قد دعانا قومنا لذلك. فقال النبي


(٤٥٣) - مسند الحميدى (١٢٩٤). ورواه أَبو داود فى الحدود، باب فى رجم اليهوديين حديث (٤٤٥٢) وابن ماجة فى السنن كتاب الأحكام، باب بما يستحلف أهل الكتاب حديث (٢٣٢٨) مختصرًا من طريق أبي أسامة عن مجالد به، ورواية ابن ماجة مقتصرة على أن رسول الله قفال ليهوديين: "أنشدتكما بالله الذى أنزل التوراة على موسى … ".
وفى رواية أبي داود: "فدعا رسول الله بالشهود فجاء أربعة فشهدوا".
وقد ذكر المصنف لفظ أبي داود كاملًا.
وذكر الشهود فى هذه الرواية منكر، وقد رواها الدارقطني فى سننه (٤/ ١٧٠) وإسحاق بن راهويه وأَبو يعلى والبزار فى مسانيدهم، كما فى نصب الراية (٤/ ٨٥) كلهم قالوا: فدعا بالشهود فشهدوا.
قال الزيلعى: وقال فى "التنقيح" قوله فى الحديث: فدعا بالشهود فشهدوا زيادة فى الحديث تفرد بها مجاهد ولا يحتج بما تفرد به. قال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقد رواه أَبو داود (٤٤٥٣) عن هُشَيم عن مغيرة عن إبراهيم والشعبى عن النبيّ نحو رواية مجالد ولم يذكر: فدعا بالشهود فشهدوا.
والموصول ذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٥٠٠) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه، وصححه الألبانى فى صحيح أبي داود رقم (٣٧٤٠، ٣٧٤١) بشواهده.