للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال وكيع: عن سفيان عن سعيد المكي، عن طاوس: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ قال: ليس بكفر ينقل عن الملة (٤٦٧).

وقال ابن أبي حاتم (٤٦٨): حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير [١]، عن طاوس، عن ابن عباس في قوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ قال: ليس بالكفر [الذي تذهبون] [٢] إليه.

ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥)

وهذا أيضًا مما وبخت به اليهود وقرعوا عليه، فإن عندهم في نص التوراة أن النفس بالنفس، وهم يخالفون حكم ذلك عمدًا وعنادًا، ويقيدون النضري من القرظي، ولا يقيدون القرظي من النضري بل يعدلون إلى الدية، كما خالفوا حكم التوراة المنصوص عندهم في رجم الزاني المحصن، وعدلوا إلى ما اصطلحوا عليه من الجلد والتحميم والإِشهار، ولهذا قال هناك: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾؛ لأنهم جحدوا حكم الله قصدًا منهم وعنادًا وعمدًا، وقال هاهنا: ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾؛ لأنهم لم ينصفوا المظلوم من


(٤٦٧) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٣٥٥) (١٢٠٥٢).
(٤٦٨) - رواه فى تفسيره (٤/ ١١٤٣) (٦٤٣٤)، ورواه الحاكم فى "مستدركه" (٢/ ٣١٣) من طريق على بن حرب عن سفيان به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. وهشام بن حجير وثقه العجليّ، وابن شبرمة وذكره ابن حبان فى "الثقات" (٧/ ٥٦٧) ووثقه الذهبى، وقال أبو حاتم: يكتب الحد بمكة، وضعفه أحمد بن حنبل وابن معين ويحيى بن سعيد القطان، والعقيلى، وذكر أبو داود أنه ضرب الحد بمكة. قال ابن حجر فى "التقريب": صدوق له أوهام.
قلت: روى له البخارى حدثنا واحدا بمتابعة عبد الله بن طاوس وروى له مسلم والنسائى. فمثل هذا الإسناد لا يمكن تصحيحه مع هذا الكلام فى هشام.