للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحيح: "ما ينبغي للمؤمن [١] أن يذل نفسه". قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول اللَّه؟ قال: "يتحمل من البلاء ما لا يطيق" (٥٣٠).

﴿ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء﴾ أي: من اتصف بهذه الصفات فإنما هو من فضل اللَّه عليه وتوفيقه له. ﴿والله واسع عليم﴾ أي: واسع الفضل، عليم بمن يستحق ذلك ممن يحرمه إياه.

وقوله تعالى: ﴿إنما وليكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا﴾ أي: ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعة إلى اللَّه ورسوله والمؤمنين.

وقوله: ﴿الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة﴾ أي: المؤمنون المتصفون بهذه الصفات، من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإِسلام، وهي له [٢] وحده لا شريك له، وإيتاء الزكاة التي هي حق المخلوقين، ومساعدة للمحتاجين من الضعفاء والمساكين.

وأما قوله: ﴿وهم راكعون﴾ فقد توهم بعضهم أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله: ﴿ويؤتون الزكاة﴾ أي: في حال [٣] ركوعهم، ولو كان هذا كذلك؛ لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه


(٥٣٠) - لم أقف على هذا الحديث فى أى من الصحيحين، بل رواه الترمذى فى الفتن، باب: ٦٧، حديث (٢٢٥٤)، وابن ماجة فى الفتن، باب: قوله تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم﴾ حديث (٤٠١٦)، وأحمد (٥/ ٤٠٥)، وأبو الشيخ فى الأمثال (١٥١) والبزار فى "مسنده" (٢٧٩٠)، والقضاعى فى مسند الشهاب (٨٦٦)، (٨٦٧)، والبغوى فى "شرح السنة" (٣٦٠١)، من طريق على بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة مرفوعًا وهذا إسناد ضعيف، على بن زيد ضعيف والحسن البصرى مدلس وقد عنعن. وقال ابن أبى حاتم فى "العلل" (٢/ ١٣٨) عن أبيه: "هذا حديث منكر" وذكره فى موضع آخر (٢/ ٣٠٦) من طريق عمرو بن عاصم الكلابى عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به، قال: "قال أبى: قد زاد فى الإسناد جنديًا، وليس بمحفوظ، حدثنا أبو سلمة عن حماد، وليس فيه جندب". وللحديث شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا. رواه الطبرانى فى الكبير كما فى مجمع الزوائد (٧/ ٢٧٧) - وفى الأوسط (٥٣٥٧) والبزار فى "مسنده" كما فى كشف الأستار (٢/ ١١٤) (٣٣٢٣) وقال الهيثمى فى المجمع: وإسناد الطبرانى فى الكبير جيد ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ذكره الخطيب روى عن جماعة وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد.
والحديث صححه الألبانى فى الصحيحة (٦١٣) بشاهده هذا.