للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منزلًا [١]، اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها، فأتاه أعرابي فاخترط سيفه، ثم قال: من يمنعك منى؟ فقال: "الله ﷿". فرعدت يد الأعرابي، وسقط السيف منه. قال: وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه، فأنزل الله ﷿: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٥٨٦): حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا موسى بن عبيدة، حدثني زبد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: لما غزا رسول الله بنى أنمار نزل ذات الرقاع [٢] بأعلي نخل، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه، فقال [غَوْرَث بن الحارث] [٣] من بني النجار: لأقتلن محمدًا. فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال: أقول له أعطني سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به. قال: فأتاه فقال: يا محمد، أعطني سيفك أشيمه [٤]. فأعطاه إياه، فرعدت يده حتى سقط السيف من يده، فقال رسول الله : "حال الله بينك وبين ما تريد". فأنزل الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

وهذا حديث غريب من هذا الوجه، وقصة غورث بن الحارث مشهورة في الصحيح.

وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا آدم، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كنا إذا صحبنا رسول الله في سفر، تركنا له أعظم شجرة وأظلها فينزل تحتها، فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها، فجاء رجل فأخذه فقال: يا محمد، من يمنعك منى؟ فقال رسول الله : "الله يمنعني منك، ضع السيف". فوضعه، فأنزل الله ﷿: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾.

وكذا رواه أبو حاتم بن حبان فى صحيحه عن عبد الله بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن المؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة به.


(٥٨٦) - رواه في تفسيره (٤/ ١١٧٣) (٦٦١٤)، وفى إسناده موسى بن عبيدة الرَّبذي وهو ضعيف.
وزيد بن أسلم عن جابر مرسل كما قال على بن الحسين بن الجنيد (انظر جامع التحصيل ص ١٧٨) وقصة غوث بن الحارث التي أشار إليها ابن كثير تقدم تخريجها رقم (٢٦١).