للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مريم مائدة يكون عليها طعام يأكلون منه لا ينفد [١]. قال: فقيل لهم: فإنها مقيمة لكم ما لم تخبئوا أو تخونوا أو ترفعوا، فإن فعلتم فإني معذبكم عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين. قال: فما مضى يومهم حتى خبئوا ورفعوا وخانوا، فعذبوا عذابًا لم يعذبه أحد [٢] من العالمين، وإنكم يا [٣] معشر العرب كنتم تتبعون أذناب الإِبل والشاء، فبعث الله فيكم رسولا من أنفسكم، تعرفون حسبه ونسبه، وأخبركم أنكم ستظهرون على العجم، ونهاكم أن تكنزوا [٤] الذهب والفضة، وايم الله لا يذهب الليل والنهار حتى تكنزوهما، ويعذبكم الله عذابًا أليمًا.

وقال (٨٤٠): حدثنا القاسم، حدثنا حسين، حدثني حجاج، عن أبي معشر، عن إسحاق ابن عبد الله: أن المائدة نزلت على عيسى ابن مريم، عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات، يأكلون منها ما شاءوا. قال: فسرق بعضهم منها، وقال: لعلها لا تنزل غدًا، فرفعت.

وقال العوفي، عن ابن عباس: نزلت على عيسى ابن مريم والحواريين، خوان عليه خبز وسمك يأكلون منه أينما نزلوا إذا شاءوا.

وقال خصيف عن عكرمة، ومقسم عن ابن عباس: كانت المائدة سمكة وأريغفة.

وقال مجاهد: هو طعام كان ينزل عليهم حيث نزلوا.

وقال أبو عبد الرحمن السلمي: نزلت المائدة خبرًا وسمكًا.

وقال عطية العوفي: المائدة سمك فيه طعم كل شيء.

وقال وهب بن منبه: أنزلها الله من السماء على بني إسرائيل، فكان ينزل عليهم في كل يوم في تلك المائدة من ثمار الجنة، فأكلوا ما شاءوا من ضروب شتى، فكان يقعد عليها أربعة آلاف فإذا أكلوا أبدل الله مكان ذلك لمثلهم، فلبثوا [على ذلك] [٥] ما شاء الله ﷿.

وقال وهب بن منبه: نزل عليهم قرصة من شعير وأحوات، وحشا الله بين أضعافهن البركة،


(٨٤٠) - تفسير الطبرى (١١/ ٢٢٨) (١٣٠١٠)، وذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٦١٣) ولم يعزه لغير ابن جرير.