للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان قوم يأكلون ثم يخرجون، [ثم يجئ آخرون فيأكلون ثم يخرجون] [١]، حتى أكل جميعهم وأفضلوا.

وقال الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير: أنزل عليها كل شيء إلا اللحم.

وقال سفيان الثوري، عن عطاء بن السائب، عن زاذان [٢] وميسرة، وجرير، عن عطاء، عن ميسرة قال: كانت المائدة [إذا وضعت] [٣] لبني إسرائيل اختلفت [٤] عليهم الأيدي بكل طعام إلا اللحم.

وعن عكرمة: كان خبز المائدة من الأرز. رواه ابن أبي حاتم (٨٤١).

وقال ابن أبي حاتم (٨٤٢): أخبرنا جعفر بن علي فيما كتب إلي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبو عبد الله عبد القدوس بن إبراهيم بن أبي عبيد الله بن مرداس العبدري مولى بني عبد الدار، عن إبراهيم بن عمر، عن وهب بن منبه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الخير أنه قال: لما سأل الحواريون عيسى ابن مريم المائدة، كره ذلك جدًّا وقال: اقنعوا بما رزقكم الله في الأرض، ولا تسألوا المائدة من السماء، فإنها إن نزلت عليكم كانت آية من ربكم، وإنما هلكت ثمود حين سألوا نبيهم آية، فابتلوا بها حتى كان بوارهم فيها. فأبوا إلا أن يأتيهم بها، فلذلك ﴿قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾.

فلما رأى عيسى أن قد أبوا إلا أن يدعو لهم بها، قام فألقى عنه الصوف ولبس الشعر الأسود، وجبة من شعر وعباءة من شعر، ثم [٥] توضأ واغتسل ودخل مصلاه، فصلى ما شاء الله، فلما قضى صلاته قام قائمًا مستقبل القبلة، وصف قدميه حتى استويا، فألصق الكعب بالكعب،


(٨٤١) - تفسير ابن أبي حاتم (٤/ ١٢٤٦) (٧٠٢٨)، وذكره أيضًا السيوطى فى الدر (٢/ ٦١٣) ولم يعزه لغير ابن أبى حاتم.
(٨٤٢) - رواه ابن أبى حاتم مقطَّعًا فى تفسيره فى (٤/ ١٢٤٤) (٧٠١٧)، (٧٠١٩)، (٤/ ١٢٤٥) (٧٠٢٠)، (٤/ ١٢٤٦) (٧٠٢٩) (٤/ ١٢٤٨) (٧٠٣٤)، (٤/ ١٢٤٩) (٧٠٣٩)، (٧٠٤٠) (٤/ ١٢٥١) (٧٠٤٢)، (٧٠٤٤)، (٤/ ١٢٥٥) (٧٠٥٩)، ورواه أبو الشيخ فى العظمة (٩٩٩) وأبو بكر الشافعى فى الغيلانيات (ص ٣١٣ - ٣١٦)، وذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٦١٠ - ٦١٢) وزاد نسبته للترمذى الحكيم فى "نوادر الأصول".