للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمرات، وعلى الآخر خمس رمانات.

فقال شمعون رأس الحواريين لعيسى: يا روح الله وكلمته، أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة؟ فقال عيسى [١]: أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من الآيات، وتنتهوا عن تنقير المسائل؟ ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا في سبب نزول [٢] هذه الآية. فقال شمعون: وإله إسرائيل ما أردت بها سؤالًا يا ابن الصديقة. فقال عيسى : ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا [٣]، ولا من طعام الجنة [٤]، إنما هو شيء ابتدعه الله في الهواء بالقدرة العالية القاهرة، فقال له: كن؛ فكان أسرع من طرفة عين، فكلوا مما سألتم باسم الله، واحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزدكم، فإنه بديع قادر شاكر.

فقالوا: يا روح الله وكلمته، إنا نحب أن ترينا آية في هذه الآية. فقال عيسى: سبحان الله! أما اكتفيتم بما رأيتم في هذه الآية حتى تسألوا فيها آيه أخرى؟ ثم أقبل عيسى على السمكة، فقال: يا سمكة عودي بإذن الله حية كما كنت. فأحياها الله بقدرته فاضطربت، وعادت بإذن الله حية طرية تلمظ كما يتلمظ الأسد، تدور عيناها لها بصيص، وعادت عليها بواسيرها، ففزع القوم منها وانحازوا، فلما رأى عيسى [منهم ذلك، قال: ما لكم تسألون الآية، فإذا أراكموها ربكم كرهتموها؟ ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا بما تصنعون، يا سمكة عودي بإذن الله كما كنت؛ فعادت بإذن الله مشوية كما كانت في خلقها الأول.

فقالوا لعيسى كن أنت يا روح الله الذي تبدأ بالأكل منها ثم نحن بعد. فقال عيسى: معاذ الله من ذلك، يبدأ بالأكل من طلبها. فلما رأى الحواريون وأصحابهم [٥] امتناع عيسى [٦] منها، خافوا أن يكون نزولها سخطة، وفي أكلها مَثُلةً فتحاموها، فلما رأى ذلك عيسى منهم [٧] دعا لها الفقراء والزَّمْنى، وقال: كلوا من رزق ربكم ودعوة نبيكم، واحمدوا الله الذي أنزلها لكم، فيكون مهنؤها لكم، وعقوبتها على غيركم، وافتتحوا أكلكم باسم الله، واختموه بحمد الله. ففعلوا، فأكل منها ألف وثلاثمائة إنسان بين رجل وامرأة، يصدرون عنها كل واحد منهم [٨] شبعان يتجشأ، ونظر عيسى والحواريون فإذا ما عليها كهيئته إذ أنزلت من السماء لم


… ... … ... … ... … ... … ... … .