للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ قال أبو هريرة، عن النبي : فلقاه الله: ﴿سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾ [إلى آخر] [١] الآية.

وقد رواه الثوري، عن معمر، عن ابن طاوس، عن طاوس بنحوه (٨٤٩).

وقوله: ﴿إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾ أي: إن كان صدر مني هذا فقد علمته يارب؛ فإنه لا يخفى عليك شئ، مما قلته ولا أردته في نفسي [ولا أضمرته؛ ولهذا قال: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي] [٢] وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ﴾ بإبلاغه ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ [أي: ما دعوتهم إلا إلى الذي أرسلتني به وأمرتني بإبلاغه ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾] [٣] أي: هذا هو الذي قلت لهم، ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ [أي: كنت أشهد على أعمالهم حين كنت بين أظهرهم] [٤] ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.

قال أبو داود الطيالسي (٨٥٠): حدثنا شعبة، قال: انطلقت أنا وسفيان الثوري إلى المغيرة بن النعمان، فأملاه على سفيان وأنا معه، فلما قام انتسخت من سفيان فحدثنا، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث، عن ابن عباس، قال: قام فينا رسول الله بموعظة فقال: "يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله ﷿ حفاة عراة غرلًا ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾، وإن أول الخلائق يكسى [يوم القيامة] [٥] إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا


= باب "ومن سورة المائدة" حديث (٣٠٦٢) قال: حدثنا ابن أبى عمر حدثنا سفيان، ورواه النسائى فى تفسيره (١٨٢) نا زكريا بن يحيى نا محمد نا سفيان، ومحمد هو ابن أبى عمر وهو صدوق من رجال "التهذيب" روى له مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه، والحديث ذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٦١٤) وزاد نسبته لأبى الشيخ وابن مردويه والديلمى.
(٨٤٩) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١١/ ٢٣٩، ٢٤٠) (١٣٠٣٤) (١٣٠٣٤)، وابن أبى حاتم فى تفسيره (٤/ ١٢٥٣) (٧٠٥٣) من طريق سفيان عن معمر به، وذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٦١٥) وزاد نسبته لعبد الرزاق والفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٨٥٠) - رواه أبو داود الطيالسى فى مسنده (٢٦٣٨) سيأتي تخريجه في تفسير الأعراف الآية (٢٩).