للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس (٧١) أن رسول الله كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه [١] ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.

وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدركه أيضًا، ورُوي مرسلًا عن سعيد بن جبير.

وفي صحيح ابن خزيمة عن أم سلمة (٧٢) أن رسول الله قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وعدّها آية لكنه من رواية عمر بن هارون البلخي، وفيه ضعف، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عنها.

وروى له الدارقطني (٧٣) متابعًا [٢] عن أبي هريرة مرفوعًا، وروى مثله (٧٤) عن علي وابن عباس وغيرهما، وممن حُكي عنه أنها آية من كل سورة إلا براءة: ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وأبو هريرة، وعلي. ومن التابعين: عطاء، وطاوس، وسعيد بن جبير، ومكحول، والزهري، وبه يقول


(٧١) - رواه أبو داود في الصلاة، باب: من جهر بها برقم (٧٨٨)، ورواه البيهقي في الكبرى (٢/ ٤٢)، وفي الشعب (٢١٢٥ هـ) من طريق أبي داود، ورواه ابن عبد البر في التمهيد (٢٠/ ٢١٠) من طريق أبي داود، عن قتيبة بسنده موصولًا، والبزار (٢١٨٧)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، والحاكم (١/ ٢٣١)، وعنه البيهقي في المعرفة (٢/ ٣٦٥ - ٣٦٦)، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي في تلخيص المستدرك بعد أن ذكر الحديث عن ابن عباس: أما هذا فثابت. وقال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وقد رواه أبو داود في المراسيل (٣٦) عن سعيد بن جبير، وقال: المرسل أصح، ورواه الحميدي مرسلًا (٥٢٨)، وكذا الطحاوي في المشكل (١٣٧٦)، وعبد الرزاق (٢٦١٧).
(٧٢) - إسناده ضعيف، عمر بن هارون: قال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، ويدعى شيوخًا لم يرهم، وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه. قال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: عمر بن هارون كذاب، وعن يحيى بن معين قال: عمر بن هارون البلخي ليس بشيء. قال أبو حاتم: كان عمر بن هارون صاحب سنة وفضل وسخاء، وكان أهل بلده يبغضونه لتعصبه في السنة وذبه عنها، ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت، وفي التعديل ما ذكرت، والمناكير في روايته تدل على صحة ما قال يحيى بن معين فيه. وقد حسن القول فيه جماعة من شيوخنا، كان يصلهم في كل سنة بصلات كثيرة من الدراهم والثياب وغيرها، يبعث إليهم من بلخ إلى بغداد.
والحديث في صحيح ابن خزيمة برقم (٤٩٣). ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٣٣)، ورواه البيهقي (٢/ ٤٤) وقال الحاكم: عمر بن هارون أصل في السنة. ولم يخرجاه وإنما خرجته شاهدًا.
(٧٣) - سنن الدارقطني ١٧ - (١/ ٣٠٦).
(٧٤) - سنن الدارقطني (١/ ٣٠٢) عن علي بن أبي طالب، وطرقه كلها ضعيفة، (١/ ٣٠٣) عن ابن عباس من طريقين ضعيفين، وسيأتي كلام العلماء على الجهر بالبسملة.