للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد بن حنبل في رواية عنه، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام .

وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما: ليست آية من الفاتحة، ولا من غيرها من السور.

وقال الشافعي في قول في [١] بعض طرق مذهبه: هي آية من الفاتحة وليست من غيرها، وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة وهما غريبان.

وقال داود: هي آية مستقلة في أول كل سورة لا منها، وهذا رواية عن الإمام أحمد [بن حنبل] [٢] وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي، وهما من أكابر أصحاب أبي حنيفة (٧٥).

هذا ما يتعلق بكونها آية [٣] من الفاتحة أم لا.

فأما [٤] ما يتعلق بالجهر بها فمفرعٌ على هذا، فمن رأى أنها ليست [من الفاتحة] [٥] فلا يجهر بها، وكذا من قال: إنها آية من أولها، وأما من قال: بأنها من أوائل السور فاختلفوا، فذهب الشافعي إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة، وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفًا وخلفًا، فجهر بها من الصحابة أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، ومعاوية؛ وحكاه ابن عبد البر والبيهقي عن عُمر وعلي، ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهو غريب. ومن التابعين عن سعيد بن جبير، وعكرمة، وأبي قلابة، والزهري، وعلي بن الحسين وابنه محمد، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وسالم، ومحمد بن كعب القرظي، [ومحمد بن عبيد] [٦]، وأبي بكر ابن [٧] محمد بن عمرو بن حزم، وأبي وائل، وابن سيرين، ومحمد بن المنكدر، وعلي بن عبد الله بن عباس وابنه محمد، ونافع مولى ابن عمر، وزيد بن أسلم، وعمر بن عبد العزيز، والأزرق بن قيس، وحبيب بن أبي ثابت، وأبي الشعثاء، ومكحول، وعبد الله بن معقل ابن مقرن. زاد البيهقي: وعبد الله بن صفوان، ومحمد بن الحنفية. زاد ابن عبد البر: وعمرو بن دينار.

والحجة في ذلك أنها بعض الفاتحة، فيجهر بها كسائر أبعاضها. وأيضًا فقد روى النسائي في


(٧٥) - ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيل في هذه المسألة، فراجعه في الفتاوى (٢٢/ ٤٣٨ - ٤٤٣).