للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال: صحيح.

وفي صحيح البخاري، عن أنس بن مالك (٧٩)؛ أنه سئل عن قراءة رسول الله . فقال: كانت قراءته مدًّا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمدّ بسم الله، ويمدّ الرحمن، ويمدّ الرحيم.

وفي مسند الإمام أحمد، وسنن أبي داود، وصحيح ابني خزيمة، ومستدرك الحاكم، عن أمّ سلمة (٨٠) أنها [١] قالت: كان رسول الله يقطع قراءته ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾. وقال الدارقطني إسناده صحيح.

وروى [الإمام أبو عبد الله] [٢] الشافعي والحاكم في مستدركه عن أنس (٨١)، أن معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فأنكر عليه من حضره [٣] من المهاجرين ذلك، فلما صلى المرة الثانية بسمل.

وفي هذه الأحاديث والآثار التي أوردناها كفاية ومقنع في الاحتجاج لهذا القول عما عداها. فأمّا المعارضات والروايات الغربية وتطريقها وتعليلها وتضعيفها وتقريرها فله موضع آخر.

وذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة، وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف، وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل. وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهزا ولا سرًّا، واحتجوا بما في صحيح


(٧٩) - رواه البخاري في فضائل القرآن، باب: مد القراءة برقم (٥٠٤٦).
(٨٠) - رواه أحمد في المسند ٢٦٦٩٢ - (٦/ ٣٠٢)، وأبو داود في سننه في كتاب الحروف والقراءات- أول الكتاب (٤٠١). والترمذي في جامعه في كتاب القراءات، باب: في فاتحة الكتاب (٢٩٢٧). والحاكم في المستدرك (١/ ٢٣٢).
(٨١) - رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٣٣)، من حديث عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم، أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبر أن أنس بن مالك قال: صلى معاوية … فذكر الحديث بطوله. ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد المجيد بن عبد العزيز، وسائر الرواة متفق على عدالتهم، وهو علة لحديث شعبة وغيره عن قتادة -على علو قدره- يدلس ويأخذ عن كل أحد، وإن كان قد أدخل في الصحيح حديث قتادة فإن في ضده شواهد أحدها ما ذكرنا، ورواه الدارقطني (١/ ٣١١).