للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسمًا". فهذه أسماء كثيرة والمسمى واحد وهو الله تعالى، وأيضًا فقوله: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ﴾ أضافها إليه كما قال: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ ونحو ذلك فالإضافة تقتضي المغايرة، وقوله تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا﴾ أي فادعوا الله بأسمائه، وذلك دليل على أنها غيره، واحتج من قال الاسم هو المسمى بقوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ والمتبارك هو الله تعالى، والجواب أن الاسم معظم لتعظيم الذات المقدّسة، وأيضًا فإذا قال الرجل: زينب طالق. يعني: امرأته؛ طلقت، ولو كان الاسم غير المسمى لما وقع الطلاق.

والجواب أن المراد أنّ الذات المسماة بهذا الاسم طالق.

قال الرازي: وأمّا التسمية فإنها جعل الاسم معينًا لهذه الذات فهي غير الاسم أيضًا، والله أعلم] [١].

﴿اللَّهُ﴾ عَلَمٌ على الرب ، يقال: إنه الاسم الأعظم؛ لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إلا هُوَ عَالِمُ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ وقال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَو ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾.

وفي الصحيحين (١٠٠) عن أبي هريرة؛ أنّ رسول الله ؛ قال: "إنّ لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة".

[وجاء تعدادها في رواية الترمذي وابن ماجة (١٠١)، وبين الروايتين اختلاف زيادة ونقصان، وقد


(١٠٠) - رواه البخاري في كتاب الشروط، باب: ما يجوز من الاشتراط، وفي الدعوات، باب: لله مائة اسم غير واحدة، وفي التوحيد، باب: إن لله مائة اسم إلا واحدة برقم (٢٧٣٦، ٦٤١٠، ٧٣٩٢)، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار برقم ٦ - (٢٦٧٧).
(١٠١) - رواه الترمذي في كتاب الدعوات، باب: أسماء الله الحسنى بالتفصيل برقم (٣٥٠٢)، رواه عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، حدثني صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. وقال: هذا حديث غريب. حدثنا به غير واحدٍ، عن صفوان بن صالح ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث. قال: وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسنادٍ غير هذا عن أبي هريرة، عن النبي، ، وذكر فيه الأسماء وليس له إسناد صحيح. =