للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعض الشعراء

لا تطلبن بني آدم حاجة … وسل الذي أبوابه لا تغلق

الله يغضب إن تركت سؤاله … وبني آدم حين يسأل يغضب (١٠٨)] [١]

وقال ابن جرير (١٠٩): حدَّثنا السري بن يحيى التميمي، حدَّثنا عثمان بن زفر، سمعت العرزمي يقول: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال: ﴿الرَّحْمَنِ﴾ لجميع الخلق، ﴿الرَّحِيمِ﴾ قال: بالمؤمنين.

قالوا: ولهذا قال: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ﴾، وقال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته، وقال: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [فخصهم باسمه الرحيم] [٢]، قالوا: فدل على أن الرحمن أشد مبالغة في الرحمة لعمومها في الدارين لجميع خلقه، والرحيم خاصة بالمؤمنين.

لكن جاء في الدعاء المأثور: "رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما" (١١٠). [واسمه تعالى الرحمن خاص به لم يُسَمَّ به غيره، كما قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَو ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ وقال تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ ولما تجمهر مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة، كساه الله جلباب الكذب وشهره به، فلا يقال إلا مسيلمة الكذاب، فصار يُضرب به المثل في الكذب بين أهل الحضر من أهل المدر، وأهل الوبر من أهل البادية والأعراب] [٣].

وقد زعم بعضهم أن الرحيم أشد مبالغة من الرحمن، لأنه أكد به، والمؤكِّد [٤] لا يكون إلا أقوى من المؤكَّد. والجواب؛ أن هذا ليس من باب التوكيد، وإنما هو من باب النعت، ولا يلزم فيه


= ولم أره ذكر أن أبا صالح هو السمان بل قال: وأبو صالح هذا هو الخوزي سكن شعب الخوز قاله البزار في مسنده.
(١٠٨) - ذكره القرطبي في التفسير (١/ ١٠٦) غير منسوب.
(١٠٩) - الأثر في تفسير ابن جرير ١٤٦ - (١/ ١٢٧).
(١١٠) - دعاء: "رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما" رواه الحاكم (١/ ٥١٥) وصححه، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحكم ليس بثقة. وقال الحافظ المنذري في الترغيب (٢/ ٦١٦): رواه البزار (٤/ ٣١٧٧)، والحاكم والأصبهاني في الترغيب (١٢٤٥)، والطبراني في الدعاء (١٠٤١)، والبيهقي في الدلائل (٦/ ١٧١، ١٧٢) كلهم من طريق الحكم بن عبد الله الأيلي. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. قال المنذري: كيف والحكم متروك متهم؟!. والقاسم مع ما قيل فيه لم يسمع من عائشة -كذا قال- وقد جاء مصرحًا في المستدرك أنه ابن محمد وليس فيه كلام، وهو كثير الرواية عن عائشة. وأورد الهيثمي (١٠/ ١٨٦) فقال: فيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك.