للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال البخاري (٣٠٩): قوله: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ العرف المعروف؛ حدَّثنا أَبو اليمان، حدَّثنا شعيب، عن الزُّهْريّ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله [بن عتبة] [١]، أن ابن عبَّاس قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل [٢] على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الله - من يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولًا كانوا أو [٣] شبانًا؛ فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخى، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عبَّاس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، [فلما دخل] [٤] عليه، قال: هِيّ يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتَّى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، [إن الله تعالى قال] [٥] لنبيه : ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقّافًا عند كتاب الله ﷿. انفرد بإخراجه البخاري.

وقال ابن أبي حاتم (٣١٠): حدَّثنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أخبرنا ابن وَهْب، أخبرني مالك بن أنس، عن عبد الله بن نافع، أن سالم بن عبد الله بن عمر مر على عير لأهل الشام، وفيها جرس، فقال: إن [٦] هذا منهي [٧] عنه؛ فقالوا نحن أعلم بهذا منك، إنما يكره الجلجل الكبير، فأما مثل هذا فلا بأس به. فسكت سالم وقال: ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾.

وقول البخاري العرف المعروف نص عليه عروة بن الزُّبَير والسدي وقَتَادة وابن جرير وغير واحد، وحكى ابن جرير أنه يقال: أوليته [معروفًا] [٨] وعارفا وعارفة، كل ذلك بمعنى المعروف. قال: وقد أمر الله نبيه، ، أن يأمر عباده بالمعروف، ويدخل في ذلك جميع الطاعات، وبالإِعراض عن الجاهلين وذلك وإن كان أمرًا لنبيه، ، فإنه تأديب


(٣٠٩) - صحيح البخاري، كتاب: التفسير، باب: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ (٤٦٤٢)، كتاب: الاعتصام، باب: الاقتداء بسنن رسول الله ..... (٧٢٨٦).
(٣١٠) - " التفسير" لابن أبي حاتم (٥/ ٨٦٨٨) ولم يعزه السيوطي في "الدر المنثور" (٢٨١١٣) لغير ابن أبي حاتم.