حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن [١] أبي عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: قال رسول الله، ﷺ، ونحن [٢] بالمدينة: "إني أخبرت عن عير أبي سفيان أنها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير، لعل الله أن [٣] يُغْنمناها؟ " فقلنا: نعم، فخرج وخرجنا، فلما سرنا يومًا أو يومين قال لنا:"ما ترون في قتال القوم، فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ " فقلنا: لا والله، ما لنا طاقة بقتال العدو، ولكنا أردنا العير. ثم قال:"ما ترون في قتال القوم؟ " فقلنا مثل ذلك، فقال المقداد بن عمرو: إذًا لا نقول، لك يا رسول الله؛ كما قال قوم موسى لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾. قال: فتمنينا - معشر الأنصار - أن لو قلنا كما قال المقداد، أحب إلينا من [٤] أن يكون لنا مال عظيم. قال: فأنزل الله على رسوله ﷺ: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾. وذكر تمام الحديث. ورواه ابن أبي حاتم، من حديث ابن لهيعة بنحوه.
وروى ابن مردويه أيضًا من حديث محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبيه، عن جده، قال: خرج رسول الله، ﷺ، إلى بدر، حتى إذا كان بالروحاء، خطب الناس فقال:"كيف يرون؟ " فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله، بلغنا أنهم [بمكان كذا][٥] وكذا. قال: ثم خطب الناس فقال: "كيف ترون؟ "؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال:"كيف ترون" فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب، ما سلكتها قط، ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي (برك الغماد) من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر، وأحدث الله [٦] إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك، فامض له، فَصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وَعَادِ من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن
= وبكر بن سهل: قال في اللسان: حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال. وقال النسائي: ضعيف، وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه، ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير، عن يحيى بن أيوب، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد رفعه "اعروا النساء يلزمن الحجاب". قال الحافظ: حديث مسلمة أخرجه الطبراني عنه.