للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قول سعد: ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ﴾ الآيات.

وقال العوفي (٣٢)، عن ابن عباس: لما شاور النبي، ، في لقاء العدو، وقال له سعد بن عبادة ما قال، وذلك يوم بدر، أمر الناس فعبئوا [١] للقتال، وأمرهم بالشوكة، فكره ذلك أهل الإِيمان، فأنزل الله ﴿كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (٥) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾.

[وقال مجاهد: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ﴾، في القتال. وقال محمد بن إسحاق: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ﴾] [٢] أي: كراهية للقاء المشركين، وإنكارًا لمسير قريش حين ذكروا لهم.

وقال السدي: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ﴾ أي: بعد ما تبين لهم [أنك لا] [٣] تفعل إلا ما أمرك الله به.

قال أبن جرير: وقال آخرون: عنى بذلك المشركين.

حدثنا يونس، أنبأنا ابن وهب؛ قال: قال ابن زيد في قوله تعالى: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾، قال: هؤلاء المشركون جادلوه في الحق، ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾ حين يدعون إلى الإسلام ﴿وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ قال: وليس هذا من صفة الآخرين. هذه صفة مبتدأة لأهل الكفر.

ثم قال ابن جرير: ولا معنى لما قاله؛ لأن الذي قبل قوله: ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ﴾ خبر عن أهل الإِيمان، والذي يتلوه خبر عنهم، والصواب قول ابن عباس وابن إسحاق: إنه خبر عن المؤمنين.

وهذا الذي نصره ابن جرير هو الحق، وهو الذي يدل عليه سياق الكلام. والله أعلم.

وقال الإِمام أحمد (٣٣): حدثنا يحيى بن أبي بكير وعبد الرزاق؛ قالا: حدثنا


(٣٢) - إسناده ضعيف جدًّا، وهو عند الطبري برقم (١٣/ ١٥٧١٢).
(٣٣) - إسناده صحيح، وهو المسند ٢٠٢٢ - (١/ ٢٢٩) من رواية يحيى بن أبي بكير و ٢٨٧٥ - (١/ ٣١٤) من رواية عبد الرزاق. ورواه الترمذى ٣٠٨٠ - (٥/ ٢٦٩) وقال: حديث حسن.
ورواه الحاكم =