للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أأذكرُ حاجتي أم قد كفانِي … حياؤك إنَّ شيمتَكَ الحياءُ

إذا أثنى عليك المرءُ يومًا … كفاهُ مِنْ تعرضِه الثناءُ

والهداية ها هنا الإرشاد والتوفيق، وقد تُعدى الهداية بنفسها كما [ها هنا] [١]: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ فتضمن معنى ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا، ﴿وَهَدَينَاهُ النَّجْدَينِ﴾ أي: بينا له الخير والشر وقد تعدى بإلى كقوله تعالى: ﴿اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة، وكذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ وقد تُعدى باللام كقول أهل الجنَّة: ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا﴾ أي وفقنا لهذا وجعلنا له أهلًا [٢].

وأمَّا الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعًا على أن الصراط المستقيم هو: الطَّريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.

وكذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطيف الخطفي:

أمير المؤمنين على صراط … إذا اعوج الموارد مستقيم

قال: والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصر. قال: ثم تستعيرُ العرب الصراط فتستعمله في كل قول وعمل وُصف باستقامة أو اعوجاج، فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه.

ثم اختلفت عبارات المفسرين من السلف والخلف في تفسير الصراط، وإن كان يرجع حاصلها إلى شيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول، فروي أنَّه كتاب الله.

قال ابن أبي حاتم (١٤٥): حدَّثنا الحسن بن عرفة، حدّثني يَحْيَى بن يمان، عن حمزة الزيات، عن سعد -[وهو أبو [٣] المختار الطَّائي] [٤]- عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث الأعور، عن علي بن أبي طالب [] قال: قال رسول الله : "الصراط المستقيم كتاب الله".

وكذلك رواه ابن جرير من حديث حمزة بن حبيب الزيات، [وقد تقدَّم في فضائل القرآن] [٥] وقد رواه أحمد والترمذي (١٤٦) من رواية الحارث الأعور، عن علي مرفوعًا "وهو حبل الله


(١٤٥) - ضعيف جدًّا: في سنده ابن أخي الحارث مجهول؛ والحارث: ضعيف، وسعد الطَّائي مجهول. والحديث في تفسير ابن أبي حاتم ٣٢ - (١/ ٢٠).
(١٤٦) - ضعيف جدًّا كالذي قبله، رواه أحمد (١/ ٩١) ورواه التِّرمذيُّ في فضائل القرآن، باب: ما جاء في فضل القرآن برقم (٢٩٠٦). وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه وإسناده =