للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾.

وقال الضحاك (١٦٠): عن ابن عباس: صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك، وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصدّيقين، والشهداء، والصالحين، وذلك نظير ما قال ربنا تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ﴾ الآية.

وقال أبو جعفر الرازي: عن الربيع بن أنس: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ﴾ قال: هم النبيون.

وقال ابن جريج (١٦١): عن ابن عباس: هم المؤمنون. وكذا قال مجاهد. وقال وكيع: هم المسلمون. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هم: النبي ومن معه.

والتفسير المتقدّم عن ابن عباس أعم [١] وأشمل، [والله أعلم] [٢].

وقوله تعالى: ﴿غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [قرأ الجمهور ﴿غَيرِ﴾ بالجر على النعت. قال الزمخشري: وقريء بالنصب على الحال، وهي قراءة رسول الله وعمر بن الخطاب، ورويت عن ابن كثير، وذو الحال الضمير في عليهم، والعامل أنعمت عليهم] [٣] يعني اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدّم وصفهم ونعتهم، وهم: أهل الهداية والاستقامة، والطاعة لله ورسله، وامتثال أوامره وترك نواهيه وزواجره -غير صراط المغضوب عليهم- وهم [٤] الذين فسدت إرادتهم [٥] فعلموا الحق وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين [وهم الذين] [٦] فقدوا [٧] العلم، فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق. وأكد الكلام بـ "لا"، ليدل على أن ثَمّ مسلكين فاسدين، وهما طريقتا اليهود والنصارى.

وقد زعم بعض النحاة أن غير هاهنا استثنائية، فيكون على هذا منقطعًا لاستثنائهم من المنعم عليهم وليسوا منهم، وما أوردناه أولى لقول [٨] الشاعر (١٦٢):

كأنك من جِمال بني أقيش … يقعقع عند رجليه بشنٍّ


(١٦٠) - رواه ابن جرير (١٨٨)، وابن أبي حاتم (٣٨)، والضحاك لم يسمع من ابن عباس فهو ضعيف.
(١٦١) - ابن جريج لم يسمع من ابن عباس، فهو منقطع، ورواه الطبري (١٩٠).
(١٦٢) - هو النابغة الذبياني، والبيت في تفسير ابن جرير (١/ ١٧٩)، وهو في ديوانه (١٩٨).