للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الترمذي: هذا حديث حسن. وروي عن علي وابن مسعود وغيرهم (١٧٥).

وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله إذا تلا ﴿غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قال: "آمين"، حتى يسمع من يليه من الصف الأوّل. رواه أبو داود وابن ماجة وزاد


= قال الترمذي في جامعه: رواه شعبة عن سلمة بن كهيل، فأدخل بين حجر، ووائل، علقمة بن وائل، فقال: "وخفض بها صوته" قال: وسمت محمدًا يقول: حديث سفيان أصح، وأخطأ فيه شعبة في مواضع، قال: عن حجر أبي العنبس، إنما هو أبو السكن، وزاد فيه علقمة وليس فيه علقمة، وقال: "خفض بها صوته" وإنما هو "ومد بها صوته" وكذا قال أبو زرعة. قال الترمذي: وروى العلاء بن صالح، عن سلمة نحو رواية سفيان، وقال أبو بكر الأثرم: اضطرب فيه شعبة، في إسناده ومتنه، ورواه سفيان فضبطه، ولم يضطرب في إسناده ولا في متنه. وقال الدارقطني: يقال: وهم فيه شعبة، وقد تابع سفيان، محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، وقال ابن القطان: اختلف شعبة، وسفيان فيه، فقال شعبة: خفض، وقال الثوري: رفع، وقال شعبة: حجر أبي العنبس، وقال الثوري: حجر بن عنبس، وصوب البخاري، وأبو زرعة، قول الثوري، وما أدري لِمَ لمْ يصوبا القولين حتى يكون حجر بن عنبس هو أبو العنبس؟ قلت: وبهذا جزم ابن حبان في الثقات، أن كنيته كاسم أبيه، ولكن قال البخاري: إن كنيته أبو السكن، ولا مانع أن يكون له كنيتان، قال: واختلفا أيضًا في شيء آخر، فالثوري يقول: حجر، عن وائل، وشعبة يقول: حجر، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قلت: لم يقف ابن القطان على ما رواه أبو مسلم الكجي في سننه: حدثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر، عن علقمة بن وائل، عن وائل، قال: وقد سمعه حجر من وائل قال: صلى النبي، فذكر الحديث، وهكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة، عن سلمة، سمعت حجرًا أبا العنبس، سمعت علقمة بن وائل، عن وائل، قال: وسمعته من وائل، فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث، وما بقي إلا التعارض الواقع بين شعبة، وسفيان فيه في الرفع والخفض، وقد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة، فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح، والله أعلم.
(تنبيه) احتج الرافعي بحديث وائل على استحباب الجهر بآمين، وقال في أماليه: يجوز حمله على أنه تكلم بها على لغة المد، دون القصر من جهة اللفظ، ولكن رواية من قال: رفع صوته، تبعد هذا الاحتمال، ولهذا قال الترمذي عقبه: وبه يقول غير واحد، يرون أنه يرفع صوته.
(فائدة) قال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث، حدثناه أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن عدي، عن علي: أنه سمع النبي، يقول: "آمين" حين يفرغ من قراءة فاتحة الكتاب، فقال: هذا عندي خطأ، إنما هو حجر بن عنبس، عن وائل، وهذا من ابن أبي ليلى فإنه كان سيئ الحفظ، قلت: وروى المطلب بن زياد، عن ابن أبي ليلى أيضًا، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي نحوه، فقال: هذا خطأ.
(١٧٥) - حديث علي رواه ابن ماجه (٨٥٤)، وابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢٥١)، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، وفيه مقال، وابن أبي ليلى وهو محمد بن عبد الرحمن ضعفه الجمهور، وله شاهد من حديث وائل بن حجر .. ا هـ. =