للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال جويبر [١]: عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قلت: يا رسول الله، ما معنى آمين؟ قال: "رب افعل" (١٨١).

[وقال الجوهري: معنى آمين: كذلك فليكن.

وقال الترمذي: معناه لا تخيب رجاءنا. وقال الأكثرون: معناه اللَّهم، استجب لنا.

وحكي القرطبي (١٨٢) عن مجاهد وجعفر الصادق وهلال بن يساف أن آمين اسم من أسماء الله تعالى.

وروي عن ابن عباس مرفوعًا ولا يصح، قاله أبو بكر بن العربي المالكي] [٢].

وقال أصحاب مالك: لا يؤمّن الإمام ويؤمّن المأموم؛ لما رواه مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أنّ رسول الله قال: ["وإذا قال -يعني الإمام-: ﴿ولا الضالين﴾ فقولوا: آمين" (١٨٣). الحديث] [٣].

واستأنسوا أيضًا بحديث أبي موسى عند مسلم: "وإذا قرأ ﴿ولا الضالين﴾ فقولوا: آمين".

وقد قدّمنا في المتفق عليه "إذا أمّن الإمام فأمّنوا"، وأنه كان يؤمّن إذا قرأ ﴿غَيرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾.

وقد اختلف أصحابنا في الجهر بالتأمين للمأموم في الجهرية، وحاصل الخلاف أنّ الإمام إن نسي التأمين جهر المأموم به قولا واحدًا، وإن أمّن الإمام جهرًا فالجديد أنه لا يجهر المأموم، وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن مالك؛ لأنه ذكرٌ من الأذكار فلا يجهر به كسائر أذكار الصلاة. والقديم أنه يجهر به وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل، والرواية الأخرى عن مالك لما تقدّم: "حتى يرتج المسجد".

ولنا قول آخر ثالث: أنه إن كان المسجد صغيرًا لم يجهر المأموم؛ لأنهم يسمعون قراءة الإمام،


(١٨١) - جويبر هالك، والضحاك: قيل: لم يسمع من ابن عباس. ورواه الثعلبي في تفسيره كما في الدر المنثور (١/ ٤٥) من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس مثله، وهو ضعيف جدًّا؛ لأن الكلبي تالف.
(١٨٢) - تفسير القرطبي (١٢٨١١).
(١٨٣) - الموطأ (١/ ٨٧)، ورواه البخاري في صحيحه برقم (٧٩٦)، ومسلم في صحيحه برقم (٤٠٩) من طريق مالك، به.