للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمكره، والعسر واليسر، فقال: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾.

قال [١] على بن زيد، عن أنس، عن أبي طلحة: كهولًا وشبانًا [٢]، ما أسمع [٣] الله عذر أحدًا، ثم خرج إلى الشام فقاتل حتى قتل.

وفي رواية: قرأ أبو طلحة سورة براءة فأبى على هذه الآية ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فقال: أرى ربنا يستنفرنا [٤] شيوخًا وشبانًا [٥]، جهزوني يا بني. فقال بنوه: يرحمك الله، قد غزوت مع رسول الله ، حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نغزو عنك. فأبى فركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه بها [٦] إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير فدفنوه بها.

وهكذا روي عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي صالح، والحسن البصري، وشمر [٧] بن عطية ومقاتل بن حيان، والشعبى وزيد بن أسلم: أنهم قالوا في تفسير هذه الآية ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ قالوا [٨]: كهولًا وشبانًا، وكذا قال عكرمة، وألضحاك، ومقاتل بن حيان وغير واحد.

وقال مجاهد: شبانًا [٩] وشيوخًا وأغنياء ومساكين، وكذا قال أبو صالح وغيره.

وقال الحكم بن عتيبة [١٠]: مشاغيل وغير مشاغيل.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ يقول: انفروا نشاطًا وغير نشاط. وكذا قال قتادة.

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ قالوا: فإن فينا الثقيل وذا الحاجة والضيعة [١١] والشغل والتيسر به أمره، فأنزل الله - وأبى أن يعذرهم [١٢] دون أن ينفروا - ﴿خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ أي] [١٣]: على ما كان منهم.


[١]- في خ: "وقال".
[٢]- في ز: "شابّا".
[٣]- في ز، خ: "سمع".
[٤]- في خ: "استنفرنا".
[٥]- في ز: "شبابًا".
[٦]- في: ت "فيها".
[٧]- في ز: "وسمير".
[٨]- سقط من: ت.
[٩]- في ز: "شبابًا".
[١٠]- في ز: "عيينة".
[١١]- في ز، خ: "الصنعة".
[١٢]- في ز: "يعدبهم"، خ: "يعذبهم".
[١٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.