للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخبر تعالى عن رضاه عن السابقين من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم، والنعيم المقيم. قال الشعبي: السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار: من أدرك بيعة الرضوان عام الحديبية.

وقال أبو موسى الأشعري، وسعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، والحسن، وقتادة: هم الذين صلوا إلى القبلتين مع رسول الله، .

وقال محمد بن كَعب القرظي [١]: مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ [] [٢] ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾ فأخذ عمرَ بيده فقال: من أقرأك هذا؟ فقال: أبيُّ بن

كعب. فقال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه. فلما جاءه قال عزَّ: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا؟ قال: نعِم. قال: وسمعتها من رسول الله ؟ قال: نعم. قال لقد كنت أرى أنا رُفِعْنَا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا. فقال أبي: تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة: ﴿وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم﴾ وفي سورة الحشر: ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان﴾، وفي الأنفال ﴿والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم﴾. [إلى آخر] [٣] الآية.

ورواه ابن جرير قال (٢١٦): وذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرؤها برفع ﴿الأنصار﴾ عطفًا على [] [٤] ﴿السابقون الأوّلون﴾.

فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويلَ من أبغضهم أو سبّهم، أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر ابن أبى قحاقة فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم، عياذًا بالله من ذلك.

وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأنى هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من ؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن ، ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله وهم متبعون


(٢١٦) - تفسير الطبري (١٤/ ٤٣٨) رقم (١٧١١٧).