يقول تعالى: لا يستوي من أسس بنيانه على تقوى من اللَّه ورضوان، ومن بنى مسجدًا ضرارًا وكفرًا، وتفريقًا بين المؤمنين، وإرصادًا لمن حارب اللَّه ورسوله من قبل. فإنما بنى هؤلاء بنيانهم على شفا جرف هار أي: طرف حفيرة [مُنْثالة] ﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ أي: لا يصلح عمل المفسدين.
قال جاببر بن عبد اللَّه: رأيت المسجد الذي بني ضرارًا يخرج منه الدخان على عهد رسول اللَّه ﷺ.
وقال ابن جريج: ذكر لنا أن رجالًا حفروا فوجدوا الدخان يخرج منه. وكذا قال قتادة.
وقال خلف بن ياسين الكوفي: رأيت مسجد المنافقين الذي ذكره اللَّه تعالى فى القرآن، وفيه جحر يخرج منه الدخان، وهو اليوم مزبلة. رواه [][١] ابن جرير ﵀(٢٥٣).
وقوله تعالى: ﴿لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ أي: شكًّا ونفاقًا؛ بسبب إقدامهم على هذا الصنيع الشنيع، أورثهم نفافا في قلوبهم، كما أشرب عابدو العجل حُبَّه.
وقوله: ﴿إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ﴾ أي: بموتهم. قاله ابن عباس ومجاهد، وقتادة وزيد ابن أسلم، والسدي وحبيب بن أبي ثابت، والضحاك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحد من علماء السلف.
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ﴾ أي: بأعمال خلقه ﴿حَكِيمٌ﴾ في مجازاتهم عنها من خير وشر.