للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كلهم؟ قال: "اللهم نعم". ثم سأله عن الصلاة والزكاة والحج والصيام، ويحلف عند كل واحدة هذه اليمين، ويحلف له [١] رسول الله ، فقال له: صدقت، والذي بعثك بالحق لا أزيد على ذلك ولا أنقص (١٧).

فاكتفى هذا الرجل بمجرد هذا، وقد أيقن بصدقه - صلوات الله وسلامه عليه - بما رأى وشاهد من الدلائل الدالة عليه، كما قال حسان بن ثابت:

لو لم تكن فيه آيات مبينة … كانت بديهته تأتيك بالخبر

وأما مسيلمة فَمَنْ شاهده من ذوي البصائر علم أمره لا محالة، بأقواله الركيكة التى ليست بفصيحة [٢]، وأفعاله غير الحسنة بل القبيحة، وقرآنه الذي يخلد به في النار يوم الحسرة والفضيحة، وكم [٣] من فرق بين قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [إلى آخرها]، وبين عُلاك [٤] مسيلمة - قبحه الله ولعنه -: يا ضفدع بنت ضفدعين [٥]، نقي كم تنقين، لا الماء تكدرنى، ولا الشارب تمنعين. وقوله [قبحه الله] [٦]: لقد أنعم الله على الحبلى، إذ أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشا. وقوله خَدَّرَهُ الله في نار جهنم - وقد فعل -: الفيل وما [أدراك ما] [٧] الفيل، له زُلْقُوم [٨] طويل. وقوله أبعده الله من رحمته: والعاجنات عجنًا، والخابزات خبزًا، واللاقمات لقمًا، إهالة وسمنًا، إن قريشًا قوم يعتدون. إلى غير ذلك من [الخرافات و] [٩] الهذيانات [١٠] والخرافات التي يأنف الصبيان أن يتلفظوا بها إلا على وجه السخرية والاستهزاء، ولهذا أرغم الله أنفه، وشرب يوم حديقة الموت حتفه، ومزق شمله، ولعنه صحبه وأهله، وقَدِموا على الصديق تائبين، وجاءوا في دين الله راغبين، فسألهم الصديق خليفة الرسول صلوات الله وسلامه عليه ورضي عنه أن يقرءوا عليه شيئا من قرآن مسيلمة


(١٧) - أخرجه البخاري، كتاب: العلم، باب: ما جاء في العلم (٦٣)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في المشرك يدخل المسجد (٤٨٦)، والنسائي، كتاب: الصيام، باب: وجوب الصيام (٤/ ١٢٣)، وابن ماجة كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها (١٤٠٢)، وأحمد (١٢٧٤٢) (٣/ ١٦٨) من طريق شريك بن عبد الله وهو ابن أبي نمر عن أنس بن مالك به، وأخرجه مسلم، كتاب: الإيمان، باب: السؤال عن أركان الإسلام (١٠) (١٢)، والبخاري معلقا - عقب =