للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وألهى". قال: وأنزل [] [١] ذلك في القرآن، في قوله: "يا أيها الناس هلموا إلى ربكم ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير (٢٨).

﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٦)

يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالإيمان والعمل الصالح [أن له] [٢] الحسنى في الدار الآخرة، كقوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.

وقوله: ﴿وَزِيَادَةٌ﴾ يشمل [٣] تضعيف ثواب الأعمال بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وزيادة على ذلك أيضًا [٤]، ويشمل ما يعطيهم الله في الجنان من القصور والحور والرضا عنهم، وما أخفاه لهم من قرّة أعين، وأفضل من [٥] ذلك وأعلاه النظر إلى وجهه [٦] الكريم، فإنه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه، لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته [٧]، وقد رُوِيَ [٨] تفسير الزيادة بالنظر إلى وجهه [٩] الكريم عن أبي بكر الصديق (٢٩)، وحذيفة بن


= ثنا سليم بن حيان - وأثنى عليه - ثنا سعيد بن ميناء ثنا أو سمعت جابر بن عبد الله يقول، فذكر الحديث بلفظ مقارب من هذا.
(٢٨) - صحيح، أخرجه ابن جرير (١١/ ١٠٤) ومختصرًا (٣٠/ ٢٢١) وابن أبي حاتم (٦/ ١٠٣٢٦)، وكذا عزاه الحافظ في "الفتح" (٤/ ٣٠٣) إلى ابن أبي حاتم، وأخرجه البيهقي في "الشعب" (٣/ ٣٤١٢) من طريق عباد بن راشد عن قتادة به، وأخرجه مختصرًا الطيالسي (٩٧٩)، وأحمد (٢١٨١٢) (٥/ ١٩٧)، والطبراني في "الأوسط" (٣/ ٢٨٩١)، وفي "الكبير" - كما في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٥٨) - وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٢٦)، (٢/ ٢٣٢)، (٩/ ٦٠) والقضاعي في "مسند الشهاب" (٢/ ٨١٠)، والبغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٤٠٤٥) وصححه ابن حبان (٢/ ٦٨٦)، (٨/ ٣٣٢٩)، والحاكم (٢/ ٤٤٤ - ٤٤٥) ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا. وكذا صححه على شرط مسلم الألبانى في "الصحيحة" (١/ ٤٤٣).
(٢٩) - صحيح موقوف، أخرجه ابن جرير (١١/ ١٠٤)، وهناد في "الزهد" (١٧٠)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (٤٧١)، والآجري في "الشريعة" (٦٣٠، ٦٣٢)، وابن منده في "الرد على الجهمية" (٨٤)، والدارقطني في "الرؤية" (١٩٢: ٢٠١) وغيرهم، وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (٤٧٤) مستشهدًا له بحديث صهيب الآتي برقم (٣٢).