يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية الإِله، فقال تعالى: ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض﴾ أي: من ذا [٢] الذي ينزل من السماء ماء المطر [٣]، فيشق [٤] الأرض شقًّا بقدرته ومشيئته، فيخرج منها ﴿حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١)﴾، ﴿أإله مع الله﴾، ﴿فسيقولون الله﴾ وكذلك قوله: ﴿أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه﴾. وقوله [٥]: ﴿أمّن [٦] يملك السمع والأبصار﴾ أي: الذي وهبكم هذه القوة السامعة، والقوة الباصرة، ولو شاء لذهب بها ولسلبكم [٧] إياها، كقوله تعالى: ﴿قل: هو الذي أنشاكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون﴾. وقال: ﴿قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من له غير الله يأتيكم به﴾.
= عند النسائي (٢/ ٢٢٩)، وابن ماجة (٤٣٢٦)، وأخرجه البخاري، كتاب: التفسير، باب: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة" (٤٥٨١)، ومسلم (٣٠٢) (١٨٣)، وأحمد (١١١٤١) (٣/ ١٦ - ١٧) من حديث أبي سعيد الخدري.