للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ﴿ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي﴾ أي: بقدرته العظيمة ومنته العميمة؛ وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك، وأن الآية عامة في ذلك كله.

وقوله [١]-: ﴿ومن يدبر الأمر﴾ أي: من بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون ﴿يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن﴾ فالملك كله؛ العلوي والسفلي، وما فيهما من ملائكة وإنس وجان، فقيرون إليه، عبيد له، خاضعون لديه. ﴿فسيقولون الله﴾ أي: هم يعلمون ذلك ويعترفون به ﴿فقل أفلا تتقون﴾ أي: أفلا تخافون منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم.

وقوله: ﴿فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأني تصرفون﴾ أي: فهذا الذي اعترفتم بأنه فاعل ذلك كله هو ربكم وإلهكم الحق، الذي يستحق أن يفرد بالعبادة ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ أي: فكل معبود سواه باطل، لا إله إلا هو واحد لا شريك له. ﴿فأني تصرفون﴾ أي: فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة ما سواه، وأنتم تعلمون أنه الرب الذي خلق كل شيء، والمتصرف في كل شيء.

وقوله: ﴿كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون﴾. أي: كما كفر هؤلاء المشركون واستمروا على شركهم، وعبادتهم مع الله غيره، مع أنهم يعترفون بأنه الخالق الرازق المتصرف في الملك وحده، الذي بعث رسله بتوحيده، فلهذا حقت عليهم كلمة الله أنهم أشقياء من ساكني النار، كقوله [٢]: ﴿قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين﴾.

﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣٤) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٥) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (٣٦)

وهذا إبطال لدعواهم فيما أشركوا بالله غيره، وعبدوا من الأصنام والأنداد ﴿قل هل من


[١]- سقط من: خ.
[٢]- سقط من: خ.