للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده﴾ أي: من بدأ خلق هذه السموات والأرض، ثم ينشئ ما فيهما من الخلائق، ويفرق أجرام السموات والأرض ويبدلهما [١]-[بفناء ما فيهما] [٢]، ثم يعيد الخلق [٣] خلقًا جديدًا ﴿قل الله﴾ هو الذي يفعل هذا، ويستقل به وحده لا شريك له ﴿فأني تؤفكون﴾ أي: فكيف تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل.

﴿قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق﴾ أي: أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال، وإنما يهدي الحياري والضلال، ويقلب القلوب من الغي إلى الرشد، الله الذي لا إله إلا هو ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمّن لا يهدّي إلا أن يهدى﴾ أي: أفيتبع [العبد الذي يهدي إلى الحق، ويُبَصِّر بعد العمي، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن] [٤] يهدي لعماه وبكمه، كما قال تعالى إخبارًا عن إبراهيم أنه قال: ﴿يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا﴾، وقال لقومه: ﴿أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون﴾ إلى غير ذلك من الآيات.

وقوله: ﴿فما لكم كيف تحكمون﴾ أي: فما بالكم [٥] أن [٦] يذهب بعقولكم؟! كيف سوّيتم بين الله وبين خلقه، وعدلتم هذا بهذا، وعبدتم هذا وهذا؟ وهلا أفردتم الرب المالك الحاكم الهادي من الضلالة - بالعبادة وحده، وأخلصتم إليه الدعوة والإِنابة؟

ثم بين تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلًا ولا برهانًا، وإنما هو ظن منهم أي: توهم وتخيل، وذلك لا يغني عنهم شيئًا ﴿إن الله عليم يما يفعلون﴾ تهديد لهم ووعيد شديد؛ لأنه تعالى أخبر [٧] أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء.

﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٣٧) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣٨) بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٣٩) وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا


[١]- في ز: "يبدلها".
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٣]- في ز: "الخلائق".
[٤]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٥]- في ز، خ: "لكم".
[٦]- في ز: "أي".
[٧]- في ز، خ: "يخبر".