للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

به، ﴿ومنهم من لا يؤمن به﴾ بل يموت على ذلك ويبعث عليه ﴿وربك أعلم بالمفسدين﴾ أي: و [١] هو أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه، ومن يستحق الضلالة [٢] فيضله، وهو العادل الذي لا يجور، بل يعطي كلًّا ما يستحقه وتقدس وتنزه لا اله إلا هو.

﴿وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (٤٣) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤)

يقول تعالى لنبيه : وإن كذبك هؤلاء المشركون فتبرأ منهم ومن عملهم ﴿فقل لي عملي ولكم عملكم﴾، كقوله تعالى: ﴿قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون﴾ إلى آخرها، وقال إبراهيم الخليل وأتباعه لقومهم المشركين: ﴿إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده﴾.

وقوله ﴿ومنهم من يستمعون إليك﴾ [أي: ينظرون] [٣] أي: يسمعون كلامك الحسن والقرآن العظيم، والأحاديث الصحيحة الفصيحة النافعة في القلوب والأديان والأبدان، وفي هذا كفاية عظيمة، ولكن ليس ذلك إليك ولا إليهم، فإنك لا تقدر على إسماع الأصم وهو الأطرش، فكذلك لا تقدر على هداية هؤلاء إلا أن يشاء الله.

﴿[ومنهم من ينظر] [٤] إليك﴾ وإلى ما أعطاك الله من التؤدة والسمت الحسن والخلق العظيم، والدلالة الظاهرة على نبوّتك لأولي البصائر والنُّهَي، وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم ولا يحصل لهم من الهداية شيء كما [٥] يحصل لغيرهم، بل المؤمنون ينظرون إليك بعين الوقار، والكافرون [٦] ينظرون إليك [٧] بعين الاحتقار ﴿وإذا رأوك إن يتخذونك إلا


[١]- سقط من: ز.
[٢]- في ز: "الضلال".
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٤]- خ: "أين ينظرو".
[٥]- في خ: "كما".
[٦]- في ت: "وهؤلاء الكفار".
[٧]- سقط من: ز، خ.