للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٨)

يخبر تعالى عن قدرته على كل شيء، وأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام، وأن عرشه كان على الماء قبل [١] ذلك، كما قال الإِمام أحمد (١٥):

حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن جامع بن شداد، عن صفوان بن مُحْرز، عن عمران بن حصين؛ قال: قال رسول اللَّه : "اقبلوا البشرى يا بني تميم". قالوا: قد بشرتنا فأعطنا. قال: "اقبلوا البشرى يا أهل اليمن". قالوا: قد قبلنا. فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: "كان اللَّه قبل كل شيء، وكان عرشه على الماء، ومحب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء". قال: فأتاني آت فقال: يا عمران، انحلت ناقتك من عقالها. قال: فخرجت فى إثرها فلا أدري ما كان بعدي.

وهذا الحديث مخرج في صحيحي البخاري ومسلم [٢] بألفاظ كثيرة؛ فمنها: قالوا: جحناك نسألك عن أول هذا الأمر. فقال: "كان اللَّه ولم يكن شيء قبله" (١٦)، وفى


(١٥) - إسناده صحيح، "المسند" (١٩٩٢٩) (٤/ ٤٣١)، وأخرجه أيضًا (١٩٨٧٤، ١٩٩٣٩، ١٩٩٦٤) (٤/ ٤٢٦، ٤٣٣، ٤٣٦)، والبخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في قول اللَّه تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ … ﴾ (٣١٩٠)، والترمذي، كتاب: المناقب، باب: في ثقيف وبني حنيفة (٣٩٤٦)، والنسائي في "التفسير" من الكبرى (٦/ ١١٢٤٠) من طرق عن جامع بن شداد، به مطولاً ومختصرًا.
(١٦) - أخرجه البخاري، كتاب: التوحيد، باب: ﴿وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم﴾ (٧٤١٨).