للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإِمام أبو جعفر بن جرير في كتابه، واختار هو ما نقله عن خالد بن معدان والضحاك وقتادة وأبي سنان، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن أيضًا: أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد، ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين، من الملائكة والنبيين والمؤمنين، حين يشفعون في أصحاب الكبائر، ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين، فتخرج من النار من لم يعمل خيرًا قط، وقال يوما من الدهر: لا إله إلا الله، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله، ، بمضمون ذلك؛ من حديث أنس (٨٣) وجابر (٨٤) وأبي سعيد (٨٥) وأبي هريرة (٨٦) وغيرهم من الصحابة، ولا يبقى بعد ذلك في النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ولا محيد له عنها، وهذا الذي عليه كثير من العلماء قديما وحديثا في تفسير هذه الآية الكريمة.

وقد روي في تفسيرها في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر، أبي يسعيد من الصحابة، وعن أبي مجلز والشعبي وغيرهما من التابعين، وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة - أقوال غريبة، وورد حديث غريب في معجم الطبراني الكبير (٨٧): عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي، ولكن سنده ضعيف، والله أعلم.

و [١] قال قتادة: الله أعلم بثنياه. وقال السدي: هي منسوخة بقوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾.

﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨)

يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا﴾ وهم أتباع الرسل ﴿فَفِي الْجَنَّةِ﴾ [أي:


(٨٣) - صحيح، يأتي في [الإسراء/ آية ٧٩].
(٨٤) - تقدم تخريجه [سورة يونس/ آية ٢٨].
(٨٥) - صحيح، يأتي تخريجه [سورة القيامة/ آية ٢٣].
(٨٦) - صحيح، يأتي [الإسراء/ آية ٧٩].
(٨٧) - إسناده ضعيف جداً،، المعجم الكبير" (٨/ ٧٩٦٩)، ولفظه "ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج وأحمر تخفق أبوابها" وفي إسناده عبد الله بن مسعر: جعفر بن الزبير وكلاهما متروك، وانظر "الضعيفة" للألباني (٢/ ٦٠٦، ٦٠٧)، والعقيدة الطحاوية (ص ٤٢٨).