ﷺ:"اختصمت الجنة والنار، فقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضَعَفَةُ الناس وسقطهم. وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. فقال الله ﷿ للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، وقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها. فأما الجنة فلا يزال فيها فضل حتى ينشئ الله لها خلقًا يسكن فضل الجنة، وأما النار فلا تزال تقول هل من مزيد؟ حتى يضع عليها رب العزة قدمه فتقول: قط قط وعزتك".
يقول تعالى: و [١] كل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين، كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد، أي: قلبك، ليكون لك بمن مضى من إخوانك المرسلين أسوة.
وقوله ﴿وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ﴾ أي: هذه السورة، قاله ابن عباس ومجاهد وجماعة من السلف، وعن الحسن - في رواية عنه - وقتادة: في هذه الدنيا.
والصحيح: في هذه السورة المشتملة على قصص الأنبياء، وكيف نَجَّاهُم الله والمؤمنين بهم وأهلك الكافرين، جاءك فيها قصص حق ونبأ صدق، وموعظة يرتدع بها الكافرون، وذكرى يَتَوَقّر بها المؤمنون.
يقول تعالى آمرًا رسوله: أن يقول للذين لا يؤمنون بما جاء به من ربه على وجه التهديد: ﴿اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ أي: على طريقتكم ومنهجكم ﴿إِنَّا عَامِلُونَ﴾ أي: على
= كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (٢٨٤٦)، والترمذي، كتاب: صفة الجنة، باب: ما جاء في احتجاج الجنة والنار (٢٥٦٤)، والنسائي في الكبرى (٦/ ١١٥٢٢)، وأحمد (٢/ ٢٧٦، ٣١٤، ٤٥٠) من طرق عن أبى هريرة مطولًا ومختصرًا.