للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورجاء [١] ثوابه.

ولهذا ثبت في الصحيحين (٦٦) أن رسول الله، ، قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا [٢] عليه، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه".

﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥)

يقول تعالى: ثم ظهر لهم من المصلحة فيما رأوه أنهم يسجنونه إلى حين، أي: إلى مدة، وذلك بعد ما عرفوا براءته، وظهرت الآيات وهي الأدلة على صدقه في عفته ونزاهته، وكأنهم، والله أعلم، إنما سجنوه لما شاع الحديث؛ إيهامًا أنه راودها عن نفسها، وأنهم سجنوه على ذلك، ولهذا لما طلبه [٣] الملك الكبير في آخر المدة امتنع من الخروج حتى تتبين براءته مما نسب إليه من الخيانة، فلما تقرّر ذلك خرج وهو نقي العرض، صلوات الله عليه وسلامه.

وذكر السدي: أنهم إنما سجنوه؛ لئلا يشيع ما كان منها في حقه، ويبرئ عرضه فيفضحها.

﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦)

قال قتادة: كان أحدهما ساقي الملك، والآخر خبازه. قال محمد بن إسحاق: كان اسم الذي على الشراب: بنوا، والآخر: مجلث.


(٦٦) - أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد (٦٦٠)، ومسلم، كتاب: الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة (٩١) (١٠٣١) من حديث أبي هريرة، وسياق المصنف مغاير للفظه عندهما في بعض الأحرف، وقد تقدم بسياق آخر (البقرة/ آية ٢٧١).