للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمشهور عند الأكثرين ما ذكرناه: أنهما رأيا منامًا، وطلبا تعبيره.

وقال ابن جرير (٦٩): حدثنا ابن وكيع وابن حميد؛ قالا: حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن إبراهيم، عن عبد الله [بن مسعود،]؛ قال: ما رأي صاحبا يوسف شيئًا إنما كانا تحالما ليجربا عليه.

﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٣٧) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨)

يخبرهما يوسف، ، أنهما مهما رأيا في منامهما من حلم، فإنه [١] عارف بتفسيره، ويخبرهما بتأويله قبل وقوعه، ولهذا قال: ﴿لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ﴾.

قال مجاهد: يقول ﴿لا يأتيكما طعام ترزقانه﴾ [في نومكما] [٢] ﴿إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما﴾ وكذا قال السدي، وقال ابن أبي حاتم (٧٠): حدثنا على بن الحسين، حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا محمد بن يزيد شيخ له، [عن رشدين] [٣] عن الحسن بن ثوبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ما أدري لعل يوسف


(٦٩) - صحيح، التفسير (١٦/ ١٩٢٩٨) ورواه أيضًا (١٩٢٩٦) من طريق سفيان عن عمارة به، وإبراهيم هو ابن في يد النخعي، لم يسمع من ابن مسعود، إلا أن الأعمش قال: قلت لإبراهيم: أسند لي عن ابن مسعود، فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله "التهذيب" (١/ ١٥٥)، وقد وصله محمد بن فضيل عن عمارة عن إبراهيم عن علقمة - وهو ابن قيس النخعي - عن عبد الله به نحوه، أخرجه ابن جرير (١٩٢٩٧)، وابن أبي حاتم (٧/ ١١٦٣٢)، وله طريق آخر عن ابن مسعود عند ابن أبي حاتم (١١٦٣١) لكنه من رواية أبي عبيدة عنه وهو لم يسمع منه، وزاد نسبته السيوطي (٤/ ٣٦) إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبي الشيخ.
(٧٠) - إسناده ضعيف، التفسير (٧/ ١١٦٠٧)، ومحمد بن يزيد لم أجد له ترجمة، وشيخه رشدين بن سعد، ضعيف، ولذلك استغربه المصنف.