للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان يعتاف (٧١) وهو كذلك؛ لأني أجد في كتاب الله حين قال للرجلين: ﴿لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله﴾ قال: إذا جاء الطعام حلوًا، أو مرًّا اعتاف عند ذلك. ثم [١] قال ابن عباس: إنما عُلِّمَ فَعَلِمَ. وهذا أثر غريب.

ثم قال: وهذا إنما هو من تعليم الله إياي؛ لأني اجتنبت ملة الكافرين بالله واليوم الآخر، فلا يرجون ثوابًا، ولا عقابًا في المعاد ﴿واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب﴾ الآية، يقول: هجرت طريق الكفر والشرك، وسلكت طريق هؤلاء المرسلين [٢]، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهكذا [٣] يكون حال من سلك طريق الهدي، واتبع طريق [٤] المرسلين، وأعرض عن طريق الظالمين، [فإن الله] [٥] يهدي قلبه، ويعلمه ما لم يكن يعلم، ويجعله إمامًا يقتدى به في الخير، وداعيًا إلى سبيل الرشاد.

﴿ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس﴾ هذا التوحيد: وهو الإقرار بأنه لا إله إلا الله [٦] وحده لا شريك له ﴿من فضل الله علينا﴾ أي: أوحاه إلينا، وأمرنا به ﴿وعلى الناس﴾ إذ جعلنا دعاة لهم إلى ذلك ﴿ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون﴾ أي: لا يعرفون نعمة الله عليهم لإرسال الرسل إليهم، بل ﴿بدّلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٧٢): حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس: أنه كان يجعل الجد أبًا، ويقول: والله، لمن شاء لاعنّاه عند الحجر، ما ذكر الله جدا ولا جدة، قال الله تعالى - يعني [٧] إخبارًا عن يوسف -: ﴿واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب﴾.

﴿يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) مَا


(٧١) - اعتاف: مارس العِيافَة، والعيافة تطلق على الظَّنّ والحدس، وليس المراد أن يوسف كان يتعاطي العيافة كما كان يتعاطاها أهل الجاهلية، وإنما هو كما يقال للذي يصيب بظنه: ما هو إلّا كاهن، وللبليغ: ما هو إلا ساحر. وانظر النهاية لابن الأثير (٣/ ٣٣٠).
(٧٢) - إسناده ضعيف، التفسير (٧/ ١١٦١٢) وحجاج هو ابن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، ولم يصرح بالتحديث.