للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترقيني في الحُمرة [١]. فأدخلتها تحت السرير، قالت: فدخل فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطًا، قال [٢]: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط [٣] رقيَ لي فيه. قالت [٤] فأخذه فقطه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله، صلى الله - عليه وسلم، يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنما ذلك عمل الشيطان؛ كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال النبي، : "أذهب البأس، رب الناس، اشف أنت الشافي [٥] لا شفاء إلَّا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا".

وفي حديث آخر رواه الإِمام أحمد (١٤٠) عن وكيع، ثنا ابن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمن قال: دخلنا [٦] على عبد الله بن عكيم وهو مريض نعوده، فقيل له: لو تعلقت شيئًا؟ فقال: أتعلق شيئًا وقد قال رسول الله، : "من تعلق


= وقال: "صحيح الإسناد على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي، وصححه أيضًا (٢١٧/ ٤) من طريق آخر عن ابن مسعود، ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني في "الصحيحة" (١/ ٣٣١)، وأخرجه ابن حبان (١٣/ ٦٠٩٠) والطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٠٥٠٣) من طريق فضيل بن عمرو عن يحيى بن الجزار قال: دخل عبد الله على امرأة … فذكر الحديث، هكذا منقطعًا بين يحيى بن الجزار وابن مسعود، وله طرق أخرى عن عبد الله عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥/ ٤٢٧) والطبراني (٩/ ٨٨٦٣) والحاكم (٤/ ٢١٧ - ٢١٦).
(١٤٠) - حسن، المسند (١٨٨٣٥) (٤/ ٣١٠) ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٥/ ك: الطب، باب: تعليق التمائم والرقى (٧) رقم ٢) والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٣٥١)، وأخرجه أحمد (١٨٨٤٠) (٤/ ٣١١) والتِّرمِذي، كتاب: الطب، باب: ما جاء في كراهية التعليق (٢٠٧٣)، وابن أبي عالم في "الآحاد والمثاني" (٥/ ٢٥٧٦) والحاكم (٤/ ٢١٧) من طريق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به، وسكت عنه الحاكم والذهبي، وقال التِّرمِذي: "عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي، … " قلت: ومحمد بن عبد الرحمن، سيئ الحفظ جدًّا، ولذا علقه البغوي في "شرح السنة" (١٢/ ١٦٠) بصيغة التمريض، فقال: "وروى عن عبد الله بن عكيم … " لكن للحديث شاهد مرسل بإسناد صحيح عن الحسن البصري عند ابن وَهْب في "الجامع" (ص ١١٣)، وبهذا المرسل حسن الألباني الحديث في "غاية المرام" (رقم ٢٩٧) وقد روي هذا المرسل متصلًا - وهو الآتي.