يقول تعالى مخبرًا عمن اتصف بهذه الصفات الحميدة: بأن لهم عقبى الدار، وهي العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة.
﴿الَّذِينَ [يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ][٢] لَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ وليسوا كالمنافقين الذين "إذا عاهد أحدهم غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان"(٦٧).
﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾ من صلة الأرحام، والإحسان إليهم وإلى الفقراء والمحاويج، وبذل المعروف ﴿وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ﴾ أي: فيما يأتونَ وما يذرون من الأعمال، يراقبون الله في ذلك، ويخافون سوء الحساب في الدار الآخرة، فلهذا أمرهم على السداد والاستقامة في جميع حركاتهم وسكناتهم، وجميع أحوالهم القاصرة والمتعدية.
﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ أي: عن المحارم والمآثم ففطموا أنفسهم عنها لله ﷿ ابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾ بحدودها ومواقيتها وركوعها وسجودها وخشوعها، على الوجه الشرعي المرضي ﴿وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ أي: على الذين يجب عليهم الإِنفاق لهم، من زوجات [٣] وقرابات وأجانب، من فقراء ومحاويج ومساكين ﴿سِرًّا وَعَلَانِيَةً﴾ أي: في السر والجهر، لم يمنعهم من ذلك حال من