سلطانًا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورًا﴾ الآية، وليحملنكم قريش على سنة فارس والروم، وليقيمن [١] عليكم النصارى واليهود والمجوس، فمن أخذ منكم يومئذ بما يعرف نجا، ومن ترك -وأنتم تاركون- كنتم كقرن [٢] من القرون هلك فيمن هلك.
وقوله: ﴿فلا يسرف في القتل﴾ قالوا: معناه: فلا يسرف الولى في قتل القاتل بأن يمثل به أو يقتص من غير القاتل.
وقوله: ﴿إنه كان منصورًا﴾ أي: إن الولي منصور على القاتل شرعًا، وغالبًا قدرًا.
يقول تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَال الْيَتِيمِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ][٣]﴾، أي: لا تتصرفوا له إلا بالغبطة، [﴿ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبًا كبيرًا﴾][٤] ﴿ولا تأكلوها [٥] إسرافًا وبدارًا أن يكبروا ومن كان غنيًّا فليستعفف ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف﴾.
وقد جاء في صحيح مسلم (١٥٩) أن رسول الله ﷺ قال لأبي ذر: "يا أبا ذر؛ إني أراك ضعيفًا، وإني لك ما أحب لنفسي، لا تأَمَّرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم". وقوله: ﴿وأوفوا بالعهد﴾ أي: الذي تعاهدون عليه الناس، والعقود التي تعاملونهم بها؛ فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه ﴿إن العهد كان مسئولًا﴾ أي: عنه.
وقوله: ﴿وأوفوا الكيل إذا كلتم﴾ أي: من غير تطفيف، ولا تبخسوا الناس أشياءهم،
(١٥٩) - صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الإمارة، باب: كراهة الإمارة بغير ضرورة (١٧) (١٨٢٦) وأبو داود -كتاب الوصايا -باب: ما جاء في الدخول في الوصايا - (٢٨٦٨). والنسائي- كتاب الوصايا -باب: النهي عن الولاية على مال اليتيم (٦/ ٢٥٥) عن حديث سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر فذكره.