للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وزنوا بالقسطاس المستقيم﴾ قرئ بضم القاف وكسرها كالقرطاس، وهو: الميزان. وقال مجاهد: هو: العدل بالرومية.

وقوله: ﴿المسقيم﴾ أي: الذي [١] لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا اضطراب.

﴿ذلك خير﴾، أي: لكم في معاشكم ومعادكم، ولهذا قال: ﴿وأحسن تأويلًا﴾ أي: مالًا ومنقلبًا في آخرتكم قال سعيد عن قتادة: ﴿ذلك خير وأحسن تأويلًا﴾ أي: خير ثوابًا وعاقبة. [وأخبِرنا أن] [٢] ابن عباس كان يقول (١٦٠): يا معشر الموالي، إنكم وليتم أمرين بهما هلك الناس قبلكم: هذا المكيال وهذا الميزان، قال: وذكر لنا أن نبي [٣] الله كان يقول: "لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله إلا أبدله الله به [٤] في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك".

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، يقوله: لا تقل.

وقال العوفي عنه: لا ترم أحدًا بما ليس لك به علم، وقال محمد بن الحنفية: يعني: شهادة الزور.

وقال قتادة: لا تقل رأيت. ولم تر، وسمعت. ولم تسمع، وعلمت. ولم تعلم؛ فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله.

ومضمون ما ذكروه أن الله تعالق نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: ﴿اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم﴾ وفي الحديث: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" (١٦١).


(١٦٠) - أخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٥/ ٨٥) حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة أخبرنا أن ابن عباس كان قوله: … وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" - (٤/ ٣٢٨) إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(١٦١) - أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الأدب، باب: " ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن … ﴾ (٦٠٦٦). ومسلم في صحيحه -كتاب البر والصلة والآداب، باب: "تحريم الظن والتجسس والتنافس .. " (٢٨) (٢٥٦٣). وأبو داود-كتاب الأدب، باب: في الظن (٤٩١٧) =