للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

زيد، عن يحيى، عن سعيد، عن يُحَنس [١] قال: قال رسول الله : "إذا مشت أمتي المطيطاء [٢] وخدمتهم فارس والروم، سلط بعضهم على بعض".

وقوله تعالى: ﴿كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا﴾ أما من قرأ: ﴿سيئة﴾، أي: فاحشة، فمعناه عنده: كل هذا الذي نهينا عنه من قوله: ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق﴾ إلى هاهنا، فهو سيئة مؤاخذ عليها، ﴿مكروها﴾: عند الله لا يحبه ولا يرضاه.

وأما من قرأ: ﴿سيئه﴾ على الإضافة، فمعناه عنده: كل هذا الذي ذكرناه من قوله: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾ إلى ها هنا، فسيئه، أي: فقبيحه [٣]، مكروه عند الله، هكذا وجه ذلك ابن جرير .

﴿ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي


= النسائي والذهبي وابن حجر. وأخرجه الطبراني في الأوسط - (١٣٢، ٣٥٨). عن يحنس مولى آل الزبير عن أبي هريرة مرفوعًا ذكره. وذكره الهيثمي في "المجمع" - (١٠/ ٢٤٠) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن". لكن في إسناده ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ. وأخرجه الترمذي - (٢٢٦١) (٤/ ٤٥٦) -كتاب الفتن، باب (٧٤). وابن المبارك في الزهد رواية نعيم بن حماد - (١٨٧). والبغويُّ في شرح السنة - (٤٢٠٠) (١٤/ ٣٩٥). والبيهقي في الدلائل - (٦/ ٥٢٥) وأبو نعيم في أخبار أصبهان- (١/ ٣٠٨). والعقيلي في الضعفاء - (٤/ ١٦٢)، وابن عدي في الكامل - (٦/ ٢٣٣٥). من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا وفي آخره "سلط الله شرارها على خيارها".
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب". قلت: موسى بن عبيدة ضعيف لاسيما في عبد الله بن دينار كما قال الحافظ في التقريب لكن أخرجه الترمذي من طريق محمد بن إساعيل الواسطي. حدثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعًا فذكره. وقال: "ولا يعرف لحديث أبي معاوية عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أصل إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة، وقد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلًا … ،. قال الشيخ الألباني في الصحيحة- (٢/ ٦٨٠) (٩٥٦). . موسى بن عبيدة ضعيف، لكن متابعة يحيى بن سعيد، تشهد لصحة حديثه، وقول الترمذي: إنه لا أصل له عنه، أراه مجازفة ظاهرة لأن السند إليه بذلك صحيح، فإن أبا معاوية ثقة من رجال الشيخين، ومحمد بن إسماعيل الواسطي ثقة، كما قال الحافظ، ومالك كثيرًا ما يرسل ما هو معروف وصله … ". قلت: وعلى هذا فإن الإسناد المتقدم، إسناد صحيح لا غبار عليه ولله الحمد وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه - (٦٧١٦) (١٥/ ١١٢). وفي الموارد - (١٨٦٤) - (٦/ ١٠٨ - ١٠٩). من طريق مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس مرفوعًا فذكرته، ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ كما في "التقريب".