للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (٣٩)

يقول تعالى: هذا الذي أمرناك به من الأخلاق الجميلة، ونهيناك عنه من الصفات الرذيلة مما أوحينا [١] إليك يا محمد لتأمر به الناس.

﴿وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا﴾، أي: تلومك نفسك والخلق، ﴿مَدْحُورًا﴾، [أي: مبعدًا من كل خير] [٢]، قال ابن عباس وقتادة: مطرودًا. والمراد من هذا [٣] الخطاب الأمة بواسطة الرسول ، فإنه صلوات الله وسلامه عليه معصوم.

﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (٤٠)

يقول تعالى رادًّا على المشركين الكاذبين الزاعمين -عليهم لعائن الله- أن الملائكة بنات الله، فجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثًا، ثم ادعوا أنهم بنات الله، ثم عبدوهم فأخطأوا في كل من المقامات [٤] الثلاث [] [٥] خطأ عظيمًا، فقال تعالى منكرًا عليهم: ﴿أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ﴾، أي: خصصكم بالذكور، ﴿وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا﴾؛ أي: واختار لنفسه -على زعمكم- البنات؟! ثم شدد الإنكار عليهم فقال: ﴿إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا﴾، أي: في زعمكم أن لله ولدًا، ثم جعلُكم [٦] ولده الإناث التي تأنفون أنا يكن لكم، وربما قتلتموهن بالوأد، فتلك إذا قسمة ضيزى، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾.

﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إلا نُفُورًا (٤١)

يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا للناس [٧] فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا [٨]، أي [٩]:


[١]- في ز: "أوحيناه".
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز.
[٣]- سقط من: ز.
[٤]- سقط من: ز.
[٥]- ما بين المعكوفتين في ز: "مقامات".
[٦]- في ز، خ: "جعلتم".
[٧]- سقط من: خ.
[٨]- في ز: "من كل شيء"، خ: "من كل مثل".
[٩]- سقط من: ز، خ.