ليس فيها جبل. جاءهم جيش مرَّة، فقال لهم أهلها: لا تطعن عليكم الشَّمس وأنتم بها. قالوا: لا نبرح حتَّى تطلع الشَّمس، ما هذه العظام؟ قالوا: هذه جيف [١] جيش طلعت عليهم الشَّمس ها هنا فماتوا. قال: فذهبوا هاربين في الأرض.
وقوله: ﴿كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيهِ خُبْرًا﴾ قال مجاهد، والسدي: عِلمًا. أي: نحن مطلعون على جميع أحواله وأحوال جيشه، لا يخفى علينا منها شيء، وإن تفرقت أممهم، وتقطعت لهم الأرض، فإنَّه تعالى ﴿لَا يَخْفَى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾.
يقول تعالى مخبرًا عن ذي القرنين ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ أي: ثم [٢] سلك طريقًا من مشارق الأرض ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَينَ السَّدَّينِ﴾، وهما جبلان متناوحان، كأنهما ثغرة يخرج منها يأجوح ومأجوج على بلاد الترك، فيعيثون فيهم فسادًا، ويهلكون الحرث والنسل؛ ويأجوج ومأجوج من سلالة آدم ﵇ كما ثبت في الصحيحين (١١٧): " إن الله تعالى يقول: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: ابعث بعث النَّار. فيقول: وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنَّة. فحينئذ يشيب الصَّغير، وتضع كل ذات حمل حملها". فيقال:"إن فيكم أمّتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج".
(١١٧) أخرجه البُخاريّ في صحيحه -كتاب الرقاق، كتاب: قوله عن وجل ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ﴾ (٦٥٣٠). ومسلم -كتاب الإيمان، كتاب قوله "يقول الله لآدم: أخرج بعث النَّار .. " (٣٧٩) - (٢٢٢)، من طريقين عن جرير عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ … فذكره.