للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخلائق إلا الثقلين، فكادت أن تزول منه لعظمة الله، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين، وقال رسول الله : "لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة". قالوا: يا رسول الله، فمن قالها في صحته؟ قال: "تلك أوجب وأوجب". ثم قال: "والذي نفسي بيده، لو جيء بالسموات والأرضين وما فيهن، وما بينهن وما تحتهن، فوضعن في كفة الميزان، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، لرجحت بهن".

وهكذا رواه ابن جرير، ويشهد له حديث البطاقة (٣٤٥)، والله أعلم.

وقال الضحاك: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ [١] مِنْهُ﴾ أي: يتشققن فَرَقًا [٢] من عظمة الله.

وقال عبد الرحمن [٣] بن زيد بن أسلم: ﴿وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ﴾ أي: غضبًا لله ﷿.

﴿وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ قال ابن عباس (٣٤٦): هدمًا.

وقال سعيد بن جبير: ﴿هَدًّا﴾ [٤] ينكسر بعضها على بعض متتابعات.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله بن سويد المقبري، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا مسعر، عن عون، عن [٥] عبد الله، قال: إن الجبل لينادي الجبل باسمه: يا فلان، هل مر بك اليوم ذاكرًا لله ﷿؟ فيقول: نعم ويستبشر. قال عون: لهي للخير أسمع، أفيسمعن الزور والباطل إذا قيل ولا يسمعن غيره، ثم قرأ: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾.

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا المنذر بن شاذان، حدثنا هَوذَة، حدثنا عوف، عن


(٣٤٥) - حديث البطاقة: أخرجه أحمد (٢/ ٢١٣). والترمذي في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، حديث (٢٦٣٩) (٥/ ٢٥)، وحسنه. وابن ماجة في كتاب: الزهد، باب: ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، حديث (٤٣٠٠) (٢/ ١٤٣٧). والحاكم (١/ ٦ - ٥٢٩) وصححه ووافقه الذهبي. والحديث صححه الألباني في الصحيحه برقم (١٣٥).
(٣٤٦) - أخرجه الطبري (١٦/ ١٣٠).