للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن أبيه، عن زيد بن ثابت: سمعت رسول الله ، يقول: "من كانت الدنيا همَّه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيَّته، جمع له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".

وقوله [١]: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [٢]﴾ أي: وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة -وهي الجنة- لمن اتقى الله.

وفي الصحيح (١١٣) أن رسول الله، ، قال: "رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأنا أتينا برطب [من رطب] [٣] ابن طاب، فأولت ذلك أن العاقبة لنا في الدنيا والرفعة وأن ديننا قد طاب".

﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَينَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (١٣٤) قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّويِّ وَمَنِ اهْتَدَى (١٣٥)

يقول تعالى مخبرًا عن الكفار في قولهم: ﴿لَوْلَا﴾، أي: هلا ﴿يَأْتِينَا﴾ محمد ﴿بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ أي: بعلامة دالة على صدقه في أنه رسول الله؟ قال الله تعالى: ﴿أَوَ لَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى﴾، يعني: القرآن العظيم الذي أنزله عليه الله وهو أميّ، لا يحسن الكتابة، ولم يدارس أهل الكتاب، وقد جاء فيه أخبار الأولين، بما كان منهم في سالف الدهور، بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة [٤] منها، فإن القرآن مهيمن عليها، يصدق الصحيح، ويبين خطأ المكذوب فيها وعليها، وهذه الآية كقوله تعالى


= وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة فذكره بنحوه، ورواه الطبراني إسناد لا بأس به. ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه. ورواه أبو يعلى الموصلي من طريق أبان، عن زيد بن ثابت وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وابن ماجه.
(١١٣) - أخرجه مسلم: كتاب الرؤيا: باب رؤيا النبي حديث (١٨/ ٢٢٧٠) (١٥/ ٤٥)، وأبو داود: كتاب الأدب: باب ما جاء في الرؤيا، حديث (٥٠٢٥)، (٤/ ٣٠٦) حديث أنس بن مالك.