للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾. أي: فإذا أنزل الله عليها المطر ﴿اهْتَزَّتْ﴾، أي: تحركت بالنبات، فحييت [١] بعد موتها، ﴿وَرَبَتْ﴾، أي: ارتفعت لما سكن فيها الثرى، ثم أنبتت ما فيها من الألوان والفنون، من ثمار وزروع، وأشتات النباتات في [اختلاف ألوانها] [٢] وطعومها وروائحها وأشكالها ومنافعها، ولهذا قال تعالى: ﴿وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾. أي: أحسن المنظر [٣] طيب الريح.

وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾. أي: الخالق المدبر الفعال لما يشاء، ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى﴾. [أي: كما أحيا الأرض الميتة، وأنبت منها هذه الأنواع؛ ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى] [٤] إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ في ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيبَ فِيهَا﴾، أي: كائنة [٥] لا شك فيها ولا مرية، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُور﴾. أي: يعيدهم بعد ما صاروا في قبورهم رِممًا [٦]، وورجدهم بعد العدم، كما قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَال مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾ … [والآيات في هذا كثيرة] [٧].

وقال الإمام أحمد (٢٠): حدثنا يزيد [٨]، حدثنا حماد بن سلمة، قال [٩]: أنبأنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عُدُس [١٠]، عن عمه أبي رزين العقيلي [١١]-واسمه لقيط بن عامر- أنه قال: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه ﷿ يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟


(٢٠) - أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١١) (١٦٢٣٤). وأخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: في الرؤيا (٤/ ٢٣٤) حديث (٤٧٣١). من طريق موسى بن إبراهيم، ثنا حماد، (ح) وعن عبيد الله بين معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء به. وابن ماجة في المقدمة، باب: فيما أنكرت الجهمية. (١/ ٦٤) حديث (١٨٠). من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد به. وابن حبان كما في الموارد (٣٩). والطبراني (١٩/ ٢٠٦) حديث (٤٦٥)، (٤٦٦). والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود حديث ٣٩٥٧، وصحيح ابن ماجه حديث ١٨٠.