فقال رسول الله ﷺ:"أليس كلكم ينظر إلى القمر مُخْليًا به؟ ". قلنا: بلى. قال:"فالله أعظم". [قال: قلت:][١] يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال:"أما مررت بوادي أهلك ممحلًا [٢]؟ ". قال: بلى قال [٣]: "ثم مررت به يهتز خَضرًا؟ ". قلت [٤]: بلى. قال:"فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في خلقه".
ورواه أبو داود وابن ماجه من [٥] حديث حمَّاد بن سلمة به.
ثم رواه الإمام أحمد (٢١) أيضًا: حدثنا علي بن إسحاق، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي قال: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال:"أمررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة؟ ". قال: نعم. قال:"كذلك النشور".
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عبيس [٦] بن مرحوم، حدثنا بكير بن [أبي][٧] السميط، عن قتادة، عن أبي الحجاج، عن معاذ بن جبل قال: من علم أن الله هو الحق المبين، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، دخل الجنة.
لما ذكر تعالى حال الضلَّال الجهال المقلدين في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيطَانٍ مَرِيدٍ﴾. ذكر في هذه حال الدعاة إلى الضلال من رءوس
(٢١) - أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١١) (١٦٢٤٢) مطولًا. وسليمان بن موسى: صدوق ففيه، في حديثه بعض بين، خولط قبل موته بقليل. روى له مسلم في المقدمة، والأربعة. وهذا الطرف: أخرجه الطبراني في الكبير (١٩/ ٢٠٨) حديث (٤٧٠). وأبو داود الطيالسي (٢٧٩٥).